قال رئيس مرصد سوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محمود كوا إنه ولأول مرة منذ بداية الحرب على سورية، تم تنفيذ مسح لسوق العمل في الربع الأخير من عام 2018، شمل أكثر من 4700 منشأة للوقوف على احتياجاتها من اليد العاملة، هذا من جهة الطلب، ولجهة العرض شمل أكثر من 50 ألف أسرة، وتم بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء.
وبناء عليه، تم إعداد أول تقرير لسوق العمل عام 2019، استعرض خلاله أبرز الاختلالات التي تعرض لها نتيجة الحرب، كذلك دور مؤسسات التعليم والتدريب في تلبية احتياجات سوق العمل، سواء في المرحلة الحالية، أو بمرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وأوضح كوا أن الوزارة وكي تعمل وفق الركائز الأساسية، انطلقت من أهم الاختلالات الموجودة في سوق العمل مثل التماس والتواصل المباشر مع المؤسسات التعليمية والتدريبية المتعددة مثل المؤسسات التدريبية التابعة للقطاع العام: وزارات السياحة والصناعة والتعمير والأشغال العامة والشؤون الاجتماعية والعمل التي تمتلك مراكز تدريب خاصة بذوي الإعاقة وأخرى للتدريب المهني تم البدء بها مؤخراً، ومراكز التدريب التابعة للقطاع الخاص والقطاع الأهلي الذي أدخلته الحرب على خط التدريب المهني، مؤكداً أن مخرجات التدريب المهني لا تقل أهمية عن مخرجات المؤسسات التعليمية وكلها مهمة وسوق العمل بحاجة إليها.
مراكز تمكين
وبالنسبة لمخرجات التدريب المهني، بيّن كوا أنه ومن ضمن خطة مرصد سوق العمل للعام الحالي 2020 إطلاق نظام اسمه (نظام توجيه الداخلين الجدد لسوق العمل) حيث تم إطلاق ثمانية مراكز لتمكين الشباب في ثماني محافظات هي: دمشق – طرطوس – اللاذقية – حلب – حماة – دير الزور – الحسكة – السويداء، وسيتم افتتاح مراكز في بقية المحافظات، وإحدى الخدمات التي توفرها هذه المراكز هي الإرشاد الوظيفي، وهي عبارة عن تحليل الرغبات والمؤهلات العلمية أو المهنية الموجودة لدى الداخل الجديد إلى سوق العمل، وتوجيهه للمسار الأكثر ملاءمة، وليتم هذا التوجيه بشكل يحقق المطلوب، يجب أن يمتلك الموجه معرفة للمنابر التي توفر التدريب، لأن الخريج الجامعي لديه خبرات أكاديمية، لكن ليس بالضرورة أن يمتلك خبرات عملية، لذا يجب بناء قدراته العملية ليكون أكثر نفاذاً للفرص المتاحة في سوق العمل.
دعم الخريجين الجدد
وفيما يخص المؤسسات التعليمية، أشار كوا إلى أن الوزارة على تماس مباشر وتنسيق مع وزارة التعاليم العالي ووزارة التربية، وتم إطلاق برنامج (دعم الخريجين الجدد) الذي يهدف إلى استيعاب الطلاب الأكثر تميزاً ضمن مؤسسات القطاع العام بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسات التابعة لها وفي وزارة التعليم العالي وعدد من الجامعات السورية لربطهم بتدريب عملي يتناسب مع اختصاصاتهم، وأنه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج، وحتى الآن تم استيعاب 960 خريجاً.
أولوية للطلاب الجرحى
وعن طريقة التقدم لهذا البرنامج، أوضح رئيس مرصد سوق العمل أن على الخريج التقدم بطلب عبر جامعته للاستفادة من برنامج الخريجين الجدد والأولوية لذوي الشهداء والجرحى وللطلاب الجرحى، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا البرنامج هو أول برنامج يعطي الأولوية للطلاب الجرحى الذين أصيبوا بسبب قصف الجماعات الإرهابية للجامعات.
وختم كوا حديثه بأن مدة البرنامج سنتان، وقد نُفذ عامي 2018 و 2019، وحالياً يقوم المرصد بدراسة نقاط القوة والفرص والتحديات لإعادة طرحه مرة أخرى بطريقة أكثر مرونة تحقق وصول أكبر للمستفيدين منه، وسيتم عرضه على رئيس الوزراء، وفي حال تمت الموافقة عليه سيعتبر أحد البرامج الدائمة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية العمل.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا