خاص - بقلم رولا نويساتي
ذهب ليخطب لابنه الفتاة التي أحبها فخطبها لنفسه... وسكين الابن تحسم الأمر
الفقر وضيق ذات اليد كانا السبب الأساسي في تعلق (ليال) الفاتنة الجمال ابنة السادسة عشرة ربيعاً التي لا حدود لطموحها وأحلامها بـ(عمر) ابن الخمسة والعشرين عاماً, بعد أن نشأت بينهما علاقة حب قوية قام الأخير على أثرها بقطع وعد لـ(ليال) بالتقدم لطلب يدها للزواج منها بأقرب فرصة ممكنة, وعلى هذا الأمل كانت (ليال) تعيش أيامها وترسم أحلامها الوردية, دون أن تفكر بالصعوبات التي قد تظهر في وجهها وتقلب الموازين وتلقى بنتائج لا تحمد عقباها.
فرصة سانحة
لم تكن وعود (عمر) لمحبوبته هباءً منثوراً ولم تكن تحمل بين طياتها أي محاولة للكذب أو المراوغة, بل كان ما يؤخر (عمر) هو انتظار الوقت المناسب والفرصة السانحة لفتح موضوع زواجه مع أبيه (زاهر), وذلك خوفاً من أن يجرح شعوره باعتبار أن والد (عمر) كان دائماً يقول له بأنه سيبقى وحيداً بعد أن يتزوج ويغادر إلى عشه الزوجي, خاصة بعد وفاة والدة (عمر) التي لم يمضِ على وفاتها أكثر من ستة أشهر, لكن مع ضغط (ليال) وطلبها الدائم من (عمر) أن يكلم والده بأمرهما قرر الأخير فعل ذلك مغتنماً فرصة حديث والده معه عن وجوب زواجه كونه أصبح بعمر يجب عليه اختيار ابنة الحلال التي ستكمل معه حياته, عندها قام (عمر) بإخبار والده بأن هناك فتاة يحبها ويريد طلب يدها للزواج, وقد أخذ منه موافقة مبدئية على ذلك.
لقاء التعارف قلب الموازين
لم تصدق (ليال) ما سمعت عندما أخبرها (عمر) عن الحديث الذي دار بينه وبين والده الليلة الماضية حول موضوعهما, حينها طلب منها بأن يعرفها على والده دون أن يدري بأنه قد رسم الخطوط الأولى لنهاية رحلتهما التي لم تبدأ بعد, على الفور اتجه (عمر) مع (ليال) إلى شركة والده ليعرفها عليه, وما إن دخلا إليه حتى تعلقت عيون (زاهر) بـ(ليال) وفُتن بجمالها الأخاذ... لم يمضِ على تلك المقابلة عدّة أسابيع قليلة حتى قرر (زاهر) أخذ (جاهة) لطلب يد (ليال) من والدها دون أن يدري أحد ما الذي يخبئه الأخير بين طيات ذلك القرار المفاجئ, بل اعتقد (عمر) الذي كاد أن يطير من الفرح على إثر اتخاذ والده هذا القرار بأنه أصبح على مقربة من تحقيق هدفه في الوصول إلى مبتغاه والارتباط بالفتاة التي أحبها طيلة الفترة الماضية.
مفاجأة لم تكن بالحسبان
أثناء التقدم لطلب يد (ليال) فجر (زاهر) أمام الحاضرين مفاجأة من العيار الثقيل حينما طلب يد (ليال) لنفسه بدلاً من ابنه (عمر), وليضمن موافقة أهلها قام بإغوائهم بمبلغ (3) ملايين ليرة سورية كمهر لها إذا ما تمت الموافقة عليه, إضافة إلى طقم كامل من الذهب سيقدمه لها كهدية زواجها منه, ودون أي تفكير ولا حتى سؤال (ليال) عن رأيها في تحديد مصيرها, تم الموافقة على (زاهر) على أن تزف إليه الفتاة في الأسبوع المقبل...وعندما علم (عمر) بالموضوع لم يستطع أن يحرك (عمر) ساكناً فقد أوقفت الصدمة عقله, كما خيل له بأن كل ذلك مجرد مسرحية سيتم العدول عنها في لحظة من اللحظات, إلى أن قام الجميع مستأذنين بالرحيل, عندها جن جنون (عمر) وما إن خرجوا من منزل العروس, حتى بدأ ينهال على والده بالكلمات النابية بعد أن فقد السيطرة على أعصابه, ليقوم (زاهر) على إثرها بصفع ابنه وطرده من منزله مهدداً إياه بحرمانه من الميراث إن لم يمتثل لأوامره في الحال, وقد حاول بعض الأقارب ممن تواجدوا معهما بفض الخلاف لكن النفوس بقيت ملتهبة منذرةً بهول الأيام القادمة ...
محاولة إقناع أفقدته صوابه
بات (عمر) ليلته في منزل (منذر) أحد أصدقاءه حيث حاول الأخير تهدئة صديقه ناصحاً إياه المحاولة مجدداً لإقناع والده العدول عن قراره من الزواج بفتاة أحلامه.. حاول (عمر) كظم غيظه وبدأ يفكر في كلام صديقه، وعلى الرغم من قناعته بأن أبيه لن يغير رأيه إلا أنه قرر الذهاب إلى منزل والده لحل الموضوع بالحسنى...
في صباح اليوم التالي اتجه (عمر) إلى منزل أبيه قبل أن يخرج إلى عمله, وما إن دخل المنزل وقبل أن يتفوه ببنت شفة قام أبيه بنعته بالعاق وحاول طرده مجدداً, إلا أن (عمر) تمالك أعصابه وحاول محادثة أبيه بهدوء, لكن (زاهر) لم يدعه يتكلم وحاول طرده, في تلك الأثناء بدأت الأصوات تتعالى فيما بينهما والصراخ يزداد رويداً رويداً ما دفع بـ(زاهر) لمحاولة ضرب ابنه, لكن (عمر) الذي بدأ الشرر يتطاير من عينيه منعه من ذلك وقام بدفع والده بعنف و هرع إلى المطبخ وهو بحالة غضب شديد عندما استل سكيناً كبيرة واتجه إلى والده ...
قتل دون قصد
تحت تأثير الصدمة لم يتمكن (زاهر) من إبعاد ابنه عنه عندما قام بطعنه عدة طعنات استقرت في منطقة الصدر القريبة من القلب, وقبل أن يتفوه (زاهر) بأي حرف عاجله بطعنات أخرى استقرت في مناطق مختلفة من جسده كانت كفيلة لأن ترديه قتيلاً ليسقط على الأرض وسط بركة من دمائه, في تلك الأثناء بدأت صحوة الضمير تطرق باب قلب (عمر) لكن بعد فوات الأوان, فما كان منه سوى أن أطلق ساقيه للرياح عائداً إلى منزل صديقه (منذر) و سرد له تفاصيل ما حدث معه, صعق (منذر) لما قاله (عمر) و أشارً إليه بضرورة الهرب خارج البلاد كحل أنسب في الوقت الحالي... في تلك الأثناء كان أمر مقتل (زاهر) قد كشف من قبل الجوار الذين استيقظوا على أصوات شجار (عمر) ووالده قبل مقتله, وبذلك فقد كانت أصابع الاتهام تشير إلى (عمر) الذي أكد أحد الجوار رؤيته يهرب من منزل والده بعد شجارهما, إضافة إلى الشهود الذين أكدوا وجود خلافات حادة ولدت منذ فترة وجيزة بسبب نية (زاهر) بالزواج من فتاة أحلام ابنه.
القضاء ينطق بالحق
بالبحث عن (عمر) تم إلقاء القبض عليه على الحدود السورية وهو يحاول الهرب إلى إحدى الدول العربية المجاورة, ليتم اقتياده إلى فرع الأمن الجنائي والتحقيق معه بقضية قتل والده... وبعد مواجهته بالأدلة الدامغة التي أكدت ثبوت تهمة القتل من شهادة الشهود والعثور على أداة القتل (السكين) والتي وجد عليها بصماته إضافة إلى محاولته الهرب خارج البلاد انهار (عمر) معترفاً بالتهمة التي المنسوبة إليه من قتله لوالده (زاهر), حيث تم تسجيل أقواله كاملةً ومن ثم تنظيم الضبط اللازم بحقه ليحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل.
التاريخ - 2015-05-09 1:05 PM المشاهدات 1350
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا