شبكة سورية الحدث


حنان علي الحايك

حنان علي الحايك

#فردوسة_المحيط_الأكرونوكي

كانت الساعة الأولى قبل الفجر!
 الفجر الذي لم يحكم بميقاتٍ معين، كان فجر مدينة لتمياني يشقق طريقه في السماء عندما كانت تطلع إحدى إناث لتمياني، تلك المدينة التي تقبع في الغرب الأدنى تحت المحيط الأكرونوكي، حيث كانت إناثها مخلوقاتٌ من نورٍ وماء، وكُنَّ يجذبن نورَ الميزينيف إلى تحت قاع المحيط، و إذا لم تستيقظ إحداهنَّ فإن الظلام سيبقى يحلَّ بفناء هذه المدينة، أما ذكور هذه المدينة فكانوا من تراب ونار، فهم لا يستطيعون التحليق إلى ما فوق المدينة!! حتى و إن حصل و حلَّق أحدهم فإنه سوف ينال حتفه وتطفئه مياه المحيط الاكرونوكي!!.. 
الساعة الأولى قبل الفجر!..
 إنها مياني تتحرك على سريرها الأخطبوطي، الذي تلتحفه كلما غفوت فيدفئ بها برودة الماء !
 قد تحرك شيء ما بين خفقات نبضها، تفتح عيناها وتحدق مليَّاً بأخواتها النائمات، 
قد حان دورها في الاستيقاظ و إعلان فجر المدينة،
 نهضت مياني وخرجت من نافذتها البلَّورية التي عشش عليها الظلام، في ظلَّ استغراق أنثيات لتمياني، خرجت،  أخذت تحلَّق بجناحيها وتطوف أرجاء المدينة، و كلما مرَّت بمكان تلفُّ به الليل وتأخذه منه لجدله على ضفائرها، وتزدان به ليصبح من شدة ظلامه كحلٌ أسود حالكاً شديدُ الفتنة، وتجلي بذلك الليل وظلامه عن كل مكان قد طافت به، بهذه الأثناء كل رجال لتمياني ينظرون إليها، عيونهم تشتعل شوقًا وتحرقًا للضفر بقلبها، فمن سوف تختاره سوف تنتشله من القيعان،
 سوف يكون بوسعه أن يطير إلى فردوسة المحيط الأكرونوكي، ها هي تحلَّقُ وتحلَّقُ دون كَلل، وتبدو مغرورةً شديدةَ الجمالِ، شديدة الاستبداد، متماسكة إلا أن قلبها التفت!!
 وصاح بها خذيني إليه.. 
خديني أجفف به قليلًا من مائي، فأنا سئمت البرودة وسئمت الضياء وحتى الطيران!!  
دعينا نركن لذاك الرجل، فلنجفف بنار عشقه مياه الوحدة،
 و لنثبت بأرضه، ولتستقر أروحنا وتطمئن إليه!!
فنزعت قليلاً من كبريائها، خلعت جانبًا داخل زجاجة من عطر المورانكو،
 ورمت بها إلى أعلى المحيط هامسةً في ذاتها ربما أحدٌ غيري قد كان بحاجةٍ لها، فأنا  أفيض كبرياءً و جمال! 
ونزلت أدراجها إلى حيث يركن! عيناه تشتعل بجوى حبها الذي قد شغف قلبه!
 يداه قد أنبتت سبعٌ وتسعون شجرةِ ياسمين لتتعطرَ بها من عشقه، 
و شجرةَ زيتونٍ واحدة وخالدة لتخلدها بداخله،
 و ها هو يمدُ لها كفه، وتتنبثق منها شجرة الزيتون، وتمتد بعدها السبعٌ والتسعون شجرة من الياسمين، لتُشكِل جسرًا بينها وبينه! 
اكمينوس : مياني تعالي إلي إني اكتويت بما يكفي و أنتِ نائمة 

مياني : هل المجيء يجعلني أسمو هل يجعلني أجني ثمار الهيلمينار التي تضيئ القلوب بالسعادة ؟


اكمينوس : أعدكِ أن تكوني بذاتك كوكبًا من السعادة، و أن أشعل قلبك بالحنان سأكون دفئك الذي ينقصك! 

مياني :كوكبًا يا اكمينوس لا تنسى أني من سأرفعك معي لجنة فردوسة المحيط الاكرونوكي ولست أنت! 

اكمينوس :نعم.. معشوقتي أنتِ كل الشغف و المليكة الأولى و الأخيرة و لكن لا تجعلي أولئك المحبين لك و إن كثروا إياكِ و إن يغرُّوكِ لأنني عندما عشقتك كان ذلك بصدقٍ جعلني استنبت من جسدي ثمانٍ وتسعون شجرة لأجعل لكِ منها جسرًا لتعبري إلى قلبي بسلام و استنطقتُ دموعي التي كانت قد جفت كما جفَّ أي مشاعر على غيابك فذكراكِ قد حرك ما قد سكن، و أهطلَ دموع رويت بها أشجار وصالنا! 

مياني : أنت فعلًا من تستحق الخلود إلى قلبي ومن ستحلق معي إلى فردوسة المحيط الأكرونوكي، و سأطفأ بمائي نارك الفائضة و أدع لنا ما نتدفئ به، و سأضيء أيامنا بنوري وأما عن ترابك! 
فهو خصبٌ بحنانك هذا و أنا لست أعيش إلا لترتوي بي! 

#حنان_علي_الحايك

التاريخ - 2020-06-24 9:26 AM المشاهدات 591

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: سكن بحنانك أعيش