شبكة سورية الحدث


دعوات "إسرائيلية" للتدخل المباشر في سوريا بعد دحر الإرهابيين في القلمون

لا تزال الحرب الدائرة في سوريا تشهد العديد من المستجدات، المعارك التي ترتفع وتيرتها وتنخفض، بحسب الواقع الميداني والدولي، لا تزال تشغل تفكير القادة الإقليميين والعالميين، والأصداء الإعلامية، غالباً تكون ارتداداً لأصوات الرصاص في جبهات القتال. الجولة الجديدة من الحرب في سوريا، تبدو من حصة الجيش العربي السوري، الذي بدأت قواته تستعيد زمام المبادرة في عدد من جبهات القتال، في إدلب وتدمر وغيرهما، الجيش يتمكّن يومياً من إرسال ما يهمّه من رسائل بأنه لا يزال القوة الأولى في هذه الحرب، وفي القلمون، حيث يقاتل رجال الجيش برفقة رجال المقاومة، يأتي التأكيد بأن الجماعات "الجهادية" باتت في وضعٍ حرج، ومن الميدان يأتي التأكيد الصريح. "جبهة النصرة" التي باتت تعرف بأنها ذراع "إسرائيل" العسكرية في سوريا، تشهد هزائم يومية في تلك المناطق الجبلية من القلمون، تخسر مواقع كانت تعتقد بأنها باتت مراكز دائمةً لها، حيث من المفترض أنها باتت درعاً يحمي الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، حيث يقبع جنود الاحتلال يراقبون حلفاءهم وهم يهزمون. وبينما يقف الجنود "الاسرائيليون" متفرّجين، يخرج وزير التعاون والتطوير الإقليمي "الإسرائيلي"، أيوب قرا، بتصريحاتٍ تعبّر عن نبض الشارع العبري، دعا فيها إلى قصف سوريا فى أقرب وقت، قائلا: "إذا لم تنفذ عملية عسكرية فى سوريا خلال الأيام أو الأسابيع القريبة سنجد أنفسنا تحت وابل من صواريخ الكاتيوشا". وزعم الوزير "الاسرائيلي" أن مخاوف بلاده تعود إلى تواجد مسلحي "داعش" في منطقة القنيطرة في هضبة الجولان، حيث اعتبر أن: "إسرائيل الرسمية وغير الرسمية لا يمكنها القبول بأن يهدد تنظيم داعش الحدود الشمالية، ولذلك لا مناص من التدخل في ما يجري فى المنطقة"، متجاهلاً سنواتٍ من الدعم المباشر الذي قدمته "إسرائيل" لـ "الجهاديين" في سوريا. وجاءت تصريحات "قرا" بعد كلمةٍ متلفزة لأمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، أرسل خلالها العديد من الرسائل، بعضها لـ"الجهاديين" في سوريا وبعضها الآخر إلى الكيان الصهيوني، حين اعتبر أن معركة القلمون بدأت، وقد تحدثت عن نفسها، وهي معركة مفتوحة في الزمان والمكان والمراحل"، مشيراً إلى أن المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري برفقة عناصر الحزب تم فيها إلحاق هزيمة مدوية بالجماعات المسلحة في القلمون. الواقع الميداني الذي فرضه الجيش العربي السوري والمقاومة، لم يكونا السبب الوحيد في التوجّه "الاسرائيلي" الأخير، نحو التصعيد الإعلامي باتجاه التدخّل، وإنما الواقع الدولي، الذي لطالما ارتبط بالميدان، والذي عبّر عنه سيد البيت الأبيض، باراك اوباما، حين استبعد إيجادٍ حلّ قريب للصراع في سوريا. وأرسل أوباما رسالةً واضحةً لحلفائه في المنطقة، المهتمين بالشأن السوري، حين ربط نهاية ولايته قبل انتهاء الحرب السورية، والتي أكّد فيها خروجه من الملف السوري، الذي أعلن أن الآلة العسكرية لبلاده لن تكون منخرطةً فيه، تاركاً الساحة للتحالفات التي قد تنشأ، من خليجيين وأتراك و"إسرائيليين". الواقع الدولي والميداني الجديد، يبدو غير مستحبٍّ لـ "الاسرائيليين"، الذين حاولوا، مراراً، الاستفادة من الحرب السورية، في إضعاف المحور المقاوم، الذي بات واضحاً، أن عموده الفقريّ يقع في دمشق، التي أكّد أمين عام حزب الله، أن دماء أبنائها قد اختلطت مع دماء عناصر الحزب، في رسالةٍ لها دلالاتٌ قد تكون لمراحل قادمة، من الصراع في الشرق الأوسط.
التاريخ - 2015-05-19 4:12 PM المشاهدات 861

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا