كشف تقرير أمريكي عن عمليات فساد كبيرة لرجل الأمن السعودي الهارب إلى كندا سعد الجبري، الذي استغل صندوق مكافحة الإرهاب الذي أشرف عليه لتحقيق أرباح وثروة غير مشروعة من ورائه.
ونقل موقع «سبق» عن تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قولها إن الجبري، طوال أكثر من 15 عاماً عمل خلالها في وزارة الداخلية السعودية، تزعم شبكة فساد كبرى ضمت أقارب ومعاونين، شملت إساءة صرف ما يقرب من 11 مليار دولار من أموال الحكومة، وشراء عقارات باهظة في الولايات المتحدة وكندا وتركيا على حساب خزينة الدولة.
ويلاحق المحققون السعوديون الجبري بتهم فساد وتربح من المال العام خلال فترة عمله في وزارة الداخلية، وأثناء إشرافه على صندوق مكافحة الإرهاب الذي أنشأه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولي استخبارات أمريكيين وأوروبيين حاليين وسابقين قولهم إن هناك مخاوف من استغلال الجبري لأسرار حساسة ضمن العمليات الأمريكية السعودية ضد المتطرفين لمصالحه الشخصية.
ويقول المحققون إن شبكة الجبري استفادت من خلال تحميل الحكومة المزيد من الأموال مقابل العقود التي كانت تبرم مع شركات غربية كبيرة، كما أن بعض أعضاء الشبكة استخدم حسابات خارجية مرتبطة بالبنوك الغربية الكبيرة لتحويل الأموال لأنفسهم.
وفي 2017، غادر الجبري السعودية، ويعيش حالياً في مدينة تورنتو الكندية. ولا توافق كندا على تسليمه للسلطات السعودية.
ويسعى المسؤولون السعوديون المعنيون إلى تقديم الجبري للعدالة، في إطار الحملة التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد.
وكان الجبري (61 عاماً) ثاني أكثر شخصية نافذة في وزارة الداخلية السعودية، التي كان يديرها الأمير محمد بن نايف لسنوات. وخلال عمله في الوزارة، كان يدير صندوقاً خاصاً للوزارة يستخدم للإنفاق الحكومي على جهود مكافحة الإرهاب.
وطوال تلك الفترة، تدفّق ما يقارب 19.7 مليار دولار، يقول المحققون إن 11 مليار دولار منها تم إنفاقها بشكل غير صحيح.
وذكر موقع «العربية نت» أن الجبري استمر لسنوات، بمعرفة وموافقة ضمنية، من وكالات الاستخبارات الأمريكية، التي اعتبرت أنه طالما الأموال لا تمول الإرهاب، فإن الأمر متروك للسعوديين لتقرير ما إذا كان كل شيء على ما يرام، وفقاً لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية السابقين.
وأضاف الموقع أن أبناء الجبري، عمر وسارة، ظلوا في البلاد بعدما غادر والدهما المملكة، انتظاراً للحصول على تأشيرات لتلقي التعليم في الولايات المتحدة، وأنهم مُنحوا راتباً شهرياً من قبل الديوان الملكي لتغطية نفقات معيشتهم، إذ إن حسابات والدهم في المملكة قد تم تجميدها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا