استطاعت الطالبة يارا يونس من الصف الثامن- شعبة التعلم المتمازج في محافظة اللاذقية- التفوق على أقرانها واستغلت قدراتها ومهاراتها في فترة الحجر المنزلي ونفذت ست مهام بإتقان ومهارة لتكون أول طالبة سفيرة لسورية في منصة (ويكليت) العالمية.
فمن خلال نشاط نفذه أربعة طلاب من شعبة التعلم المتمازج عن طريق مجموعة الواتس (الصف المقلوب) التي كانوا يتواصلون بها مع مدرستهم في فترة الحجر المنزلي اكتشفت مدربة المناهج المطورة ومدرسة الفيزياء والكيمياء بدرية تعمري والمشرفة على الطلاب أن لدى الطالبة يارا مهارة القيادة والتنظيم والتخطيط، مضيفة: تتالت الأنشطة عن طريق الصف المقلوب والتعلم عن بعد، وتم تفعيل الصف الافتراضي مع أربعة طلاب من الصف الثامن بحيث يكون الطالب هو المدرب والمعلم، وهو من يشرح وينفذ وقد صمموا تجارب في المنزل، وكانت تجربة يارا هي عن قرص نيوتن، فقامت بشرح الفكرة الفيزيائية للتجربة (أون لاين) لكل الطلاب في سورية، وكانت الجلسة ناجحة، كما نفذ زملاؤها تجارب أعطت نتائج جيدة ولكن يارا تفوقت عليهم بشخصيتها أمام الكاميرا والأداء وطريقة تقديم المعلومات.
يمكنها تأهيل المجتمع
وتضيف تعمري: هذا ما شجعني على أن أدربها لتكون سفيرة لأهم منصة عالمية (ويكليت) التي تعنى بالتدريب عن طريق التعلم عن بعد، ويتم فيها توثيق عمل المعلم وأنشطة الطلاب بطريقة إبداعية، ولفتت تعمري إلى أنه كان يجب على يارا تنفيذ ست مهام، وتأخذ على كل مهمة وساماً وعندما ينفذها الطالب ويمتلك هذه المهارات يصبح قائداً وقادراً على أن يصنع من رفاقه قادة آخرين، وقد نفذت يارا المهام بشكل متقن وبدقة، مشيرة إلى أن تواصلها مع يارا كان يتم عن بعد، حيث اقتصرت مساعدتها لها على الإرشادات والنصائح البسيطة، في حين كان يوجد المدربون الآخرون على مستوى العالم مع طلابهم و يساعدونهم بالمهام.
وأضافت تعمري: بعد أن نفذت يارا المهام الست أرسلتها كلها في رابط لمنصة (ويكليت) وكانت النتيجة بعد خمس دقائق أنها سفيرة سورية للمنصة، والمطلوب من يارا حالياً كما تقول أن تدرب زملاءها ممن لديهم القدرة على التخطيط والتنظيم والابتكار لتوصلهم للمهارات التي تمتلكها، كما يمكنها تأهيل المجتمع بدءاً من المدرسة، وإقامة دورات تدريبية للطلاب في مختلف المراحل التعليمية.
تحديت نفسي
تشجيع المدربة تعمري للطالبة يارا وضعها في تحدّ أمام نفسها والآخرين كما تقول يارا، فبدأت أولى المهام بتجميع 18 عنصراً عنها مرفقاً مع الروابط والصور، ومشاركة الرابط مع المدربة، ونشره على المنصة فحازت على الوسام الأول، وهنا تضيف يارا: في المهمة الثانية كان علينا اختيار موضوع بطريقة المناظرة، ويكون بتفكير ناقد فاخترت موضوع الاحتباس الحراري وقدمته وفق الشروط المطلوبة، ثم أنتقل إلى المهمة الثالثة وهي تصميم علم لموقع ويكليت فصممت علماً بأحرف (ويكليت) وكل حرف كان معبراً عن هدف من أهداف التنمية المستدامة، لتكون المهمة الرابعة تجميع أغان خاصة بالمدرسة فجمعت الأغاني العربية مع ذكر اسم الملحن والكاتب ورابط الأغنية، وقدمت الشرح باللغتين العربية والإنكليزية، لتأتي المهمة الخامسة- كما تقول يارا- بتقديمها عرضاً تقديمياً عن فيروس كورونا فعرضت كل المعلومات عنه، وعرضت التناقض بالآراء واستضفت آراء اختصاصيين، لأختم بالمهمة السادسة وهي حافظة إلكترونية نسقت فيها كل المهمات بدقة وإتقان.
وبعد شهرين ونصف الشهر من العمل والمتابعة تقول يارا: توقعت أن أحصل على نتيجة للعمل ولكن لم أكن أتوقع هذه النتيجة، مشيرة إلى دعم المدرسين لها على مدار عامين في شعبة التعلم المتمازج، وكذلك دعم أهلها وتشجيعهم، ووجهت يارا رسالتها للطلاب ألا يستهينوا بقدراتهم مهما صغرت وأن يستغلوا أي فرصة وأن يجربوا ولا يكترثوا للفشل، وعليهم الصبر في العمل وعدم التهاون مع أي صغيرة أو كبيرة.
قالوا في يارا
مدرسة الفيزياء والكيمياء والمشرفة في شعبة التعلم المتمازج سومانيا بلال قالت: يارا طالبة مثالية ومنها تنطلق المبادرة في أي نشاط، وهي محافظة على البيئة الصفية ومصممة على التفوق، وهي كزهرة عباد الشمس في السماء، وما وصلت إليه يارا ليس بجديد عليها, وأضاف المدرس عبد الكريم قواف من شعبة التعلم المتمازج: إن يارا إحدى الطالبات اللواتي تم انتقاؤهن منذ سنتين ليكن في شعبة التعلم المتمازج، حيث تم انتقاء الطلاب الذين يملكون مهارات التواصل مع التكنولوجيا والإبداع، مشيراً إلى أن لديها إمكانيات ومبادرات فردية مختلفة عن زملائها وهذا ما جعلها في المقدمة. .
وأشارت ديمة عيسى والدة يارا ومعلمة الرياضة إلى أن دعم يارا في المنزل كان بتوفير الأجواء المناسبة لها، وتحفيزها نفسياً وامتصاص الحالة النفسية لديها، وتعويدها على الصبر، متمنية أن يكون ليارا دور في مجتمعها وإشراكها بفعاليات علمية مجتمعية تحفزها على مواصلة ما بدأته.
بدوره بيّن المهندس نبيل موسى- رئيس دائر المعلوماتية في مديرية التربية في اللاذقية، أن التعليم المتمازج يلقى الدعم من وزير التربية، الذي يدعم كل المبادرات الفردية والجماعية، كما أن مديرية التربية ممثلة بمديرها عمران أبو خليل تواكب وتدعم شعبتي التعلم المتمازج منذ افتتاحهما حتى الآن، وكانت نتيجة هذه المتابعة والتشجيع للمدرسين والطلاب وصول الطالبة يارا لتكون سفيرة سورية إلى منصة «ويكليت» العالمية، قائلاً: هذا فخر لنا حيث أثبت التعلم المتمازج الذي هو مزيج بين التعليم التقليدي والتعلم الإلكتروني معاً في الدرس أنه تعلم مرن من حيث وفرة الأنشطة والبدائل وتوفير بيئة تعليمية جذابة.
تشرين
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا