'' دموعُ الكبريت ''
في ليلٍ شتويٍّ عَاتِ
سارَت تتهجَّا الأنّاتِ
والنّاسُ على عَجَلٍ تمضي
لا تَأبَهُ للجُرحِ الآتي
في رُكنٍ مَنسيٍّ جلَسَت
تَجتَرُّ مرار الخيباتِ
مِن بَردٍ راحَت ترتجِفُ
فالثَّلجُ اغتالَ الطُرُقاتِ
بالأمسِ الخالةُ قد شرعَت
تَتَوَعَّدُها بالويلاتِ
ما لم تَنصَع لأوامرِها
في بَيعِ بِضاعتِها هاتي
وهُنا قالَت أُوري عُودَاً
عَلِّي أَتَدَفَّا لحظاتِ
أنسَى فيها ألمَ الدُّنيا
وأُقَلِّمُ ظِفرَ الحسراتِ
فالطِّفلةُ ما باعَت أبداً
كِبريتاً .. يا لَلمأساةِ
بالفِعلِ استَلَّت أعواداً
كي تُشرِقَ شمسُ الأوقاتِ
وغدَت تتخيَّلُ مِدفأةً
تمتصُّ ضجيجَ الآهاتِ
في الأعلى عيناها وجَمَت
لسقوطِ شهابٍ النّكباتِ
ومضت تتذكَّرُ جدَّتَها
فهُناكَ علائِمُ أمواتِ
شعرَت بحَنينٍ مُتَّقِدٍ
وتراءى الضوءُ بَسماتِ
في طيفِ الجدّةِ إذ حملَت
طِفلَتَها فوقَ الغيماتِ
حيثُ الموتُ الآني تَحيا
لا حزنٌ لا قهرٌ ياتي
والأرضُ سفينةُ أحياءٍ
تشكو مِن فَقدِ المِرساةِ
هيهاتَ يُدانينا فرَجٌ
وضمائِرُنا كالأمواتِ
والذّئبُ قضاءٌ مَقضِيٌّ
يَتربَّصٌ شرَّاً بالشاةِ
إلهام عبّود/سورية. 18.6.2020
بائعة الكبريت رواية عالميّة
استحوذت على اهتمام الكبير
قبل الصغير على امتداد الجغرافيا
في العالَم..عسايَ وفِّقتُ في إعادة
هيكلتها وصوغها في قالب شعريّ
مُستَساغ..مع تقديري .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا