اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أن خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب كان خطابا مفصليا، وأن الرئيس الأسد قدم خلاله رؤى للشعب ولمجلس الشعب وللمسؤولين.
وأوضحت شعبان في مقابلة مع قناة “الميادين” أن الرئيس الأسد واجه في الخطاب كل العوامل التي تؤثر في الحرب على سورية، وأوضح أن الرؤية الاستراتيجية يجب أن تنتج خططاً قابلة للتنفيذ.
وأشارت إلى أن الهدف من النقد هو أن يتحول إلى آليات عمل إيجابية، وأن الرئيس الأسد في خطابه عندما تحدث عن السلبيات قال: “قد يكون بعض ما قيل صحيحاً لكن يجب أن يكون النقد بناء”.
ولفتت إلى أن الرئيس الأسد، ركز على آليات العمل والهوية الوطنية، وما تحدث عنه هو نوع من الثقافة التي يطلب أن تكون لدينا، ولغة الحوار والتفاهم هي الأساس في كل موضوع بالإضافة إلى الإبداع ومواكبة أفضل الأساليب والآليات.
وأوضحت شعبان، أن عملية الإصلاح لم تتوقف، وأن ما ميز خطاب الرئيس الأسد النظرة بعيدة المدى، معتبرة أن الرئيس الأسد أحب أن يوصل رسالة عن وجود اختراق إعلامي، فهو تحدث بأن “صهاينة الداخل” هم من يتحدثون لصهاينة الخارج.
وقالت: “البلدان العربية تشهد اختراقات، وأعداؤنا يركزون على الاختراقات أكثر من تركيزهم على الحروب، وجزء أساسي من الحرب على سورية نفسي، معتبرة أن أهمية ماقاله الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب هو أنه يهدف لتحصين الداخل.
وأوضحت شعبان، أن أهم أدوات المواجهة هي الثقة، ووعي الجمهور مهم، ومواجهة الحرب الإعلامية لا تقتصر على الوعي فقط رغم أهميته، لكن الأمر بحاجة إلى إجراءات وخطط، والصبر في المحنة أمر مهم إضافة إلى العمل والإرادة والابتكار.
وقالت: “عندما قرر العدو إطلاق سراح صدقي المقت رفض الخروج بشروط العدو الإسرائيلي، وهو موقف مشرف، وهذه هي القيمة المعنوية التي تحدث عنها الرئيس الأسد، ودلالة ذكر صدقي المقت في خطاب الرئيس الأسد هي للتأكيد على أنه نموذج على الموقف الحر والكرامة”.
وأوضحت شعبان، أن الرئيس الأسد يرفض الانتقام في أي موضوع حتى في موضوع الفاسدين، ويرى أن الانتقام يولد الانتقام ويجب أن نلجأ إلى التسامح، ومكافحة الفساد ليست من أجل الانتقام إنما لمعالجة الخطأ، مشيرة إلى أنه في موضوع مكافحة الفساد لابد من التركيز على الإصلاح ومحاسبة الفاسدين وليس العمل من أجل الانتقام، وهذه منهجية سياسية تحافظ على الوطن.
وقالت: “سورية مركزية في الصف العربي ومركزية في المقاومة، وحين هزمنا المجموعات الإرهابية، أصدر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أكثر من خمس نشرات حول ماذا ستفعل سورية الآن بعد انتصارها على الإرهاب.
ولفتت شعبان إلى أن ربط الرئيس الأسد بين الإرهاب و”قانون قيصر” وأميركا وإسرائيل، مهم لأنها كلها أجزاء من سيناريو واحد، والمطالب التي وضعوها في “قانون قيصر” تعني أن نسلمهم ما يريدون، وبالتالي سلب القرار السوري المستقل.
وشددت على أن أرضنا لايجوز أن نفرط فيها ولايجوز أن يشعر المحتل أنه يمكن له الحديث معنا قبل انسحابه من أراضينا، وجوابنا لكل الرسائل الأميركية أننا نستطيع أن نتحدث بعد الانسحاب من أرضنا.
وقالت: “العالم تغير فبات هناك قطب صيني وقطب روسي والهند ودول أميركا اللاتينية، وفقط العرب هم من يخاف ويرتعب من الغرب وأميركا، بسبب الواقع العربي المتردي”، مضيفة: “القانون الدولي يقول إن الدول متساوية في الكرامات، ولا يمكن أن نفرط بأرضنا وبلدنا ولا يمكن أن نتحدث مع المحتل إلا بعد خروجه من أرضنا”.
وبخصوص اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، قالت شعبان: “أريد أن أسأل بالنظر إلى الدول التي طبعت مع إسرائيل: ماذا نفذت إسرائيل من كل الاتفاقيات الموقعة سابقاً، من اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وذلك الاتفاق مع الإمارات؟ وما هي مصلحة دولة الإمارات؟”، مضيفة: “لقد نجح العدو بزرع فكرة أن كلفة الحرب غالية الثمن وأن السلام أقل كلفة، لا أعلم إن كان هناك مصلحة للإمارات بهذا التطبيع، ماذا نفذت إسرائيل؟”.
وأوضحت أن سورية تأخذ بالحسبان الشعب العربي أكثر من الحكومات، ولا خلاص إلا بتعزيز الهوية والانتماء القومي العربي، لافتة إلى أنه منذ عقود تحاول إسرائيل أن تهزم القومية العربية، والحل لنا هو التمسك بهويتنا الوطنية وبقوميتنا العربية.
ولفتت شعبان إلى أن العدو الإسرائيلي مهتم بنشر النفوذ الصهيوني على المنطقة العربية، والاستسلام لإسرائيل لم يجعل أي بلد عربي أفضل مما هو عليه بل جعله أسوء، متسائلة: “ما حال الدول التي طبعت مع إسرائيل الآن؟!”
وأوضحت أن إيران أثبتت أنها تعالج الحصار والاستهداف الغربي بحكمة وكبرياء، وكوبا أخذت من المحنة منحة لتطوير نفسها، فليس بالضرورة أن يكون التحدي سيئا، وبالتالي فإن مستقبل الشعب العربي والدول العربية يكون بامتلاك عناصر القوة والصمود، وإيران حليف وصديق وكذلك روسيا وحزب الله وما يعزز مكانتهم يعزز مكانتنا.
وأضافت: “كلام الرئيس الأسد كان ردا مباشرا وواضحا على أن علاقتنا مع الحلفاء استراتيجية ومميزة، وما تم الحديث عنه حول تأثر هذه العلاقات إنما يندرج ضمن إطار الحرب النفسية.”
وأوضحت شعبان، أن ما يجمع الإخونجي التركي والإسرائيلي هو احتلال أرضنا والتعاون مع الإرهابيين ضد سورية، متسائلة: “ما هو الفرق بين من يحتل الجولان ومن يحتل اعزاز وعفرين وبين من يحتل شرق الفرات؟ جميعهم بالنسبة لنا محتلون، والعثماني الجديد خطر على الأمة العربية كما هو الصهيوني”.
واعتبرت، أنه من النفاق أن يقول التركي بأنه يفكر قطع علاقته مع الإمارات وهو يطبع بـ 40 مليار دولار مع إسرائيل.
ولفتت شعبان إلى أن الرئيس الأسد أكّد أن أرضنا عزيزة علينا وسوف نحررها في الوقت المناسب، فصحيح أن هناك معارك يجب أن تخاض، لكن ذلك سيأتي في الوقت المناسب، وهدفنا هو تحرير كل ذرة تراب من الأرض السورية، ونحن نعلم ما هي مخططاتهم التي ترمي إلى تحقيق أهداف لم يحققوها عسكريا، وهناك وعي لما قد ينصبوه لنا عبر السياسة، ولذلك تحدث الرئيس الأسد عن أهمية الدستور.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا