يوماً بعد آخر تسجل قائمة الكماليات وافداً جديداً مغادراً إليها من عائلة أساسيات المواطن الغذائية.
زيت الزيتون هو جديد قصتنا، إذ سجلت أسعاره ارتفاعاً غير مسبوق في محافظة درعا، ليصل سعر الصفيحة سعة ١٦ كيلو إلى أكثر من ٨٠ ألف ليرة, ما يعادل٥ آلاف ليرة للكيلو في وقت تضاعف سعر الصفيحة ثلاث مرات منذ بداية موسم جني المحصول إذ لم يكن سعرها يتجاوز حينها الـ٢٥ ألف ليرة.
وأشار مواطنون إلى أن غياب زيت الزيتون عن موائدهم بات أمراً واقعاً في ظل الارتفاع القياسي في أسعاره، فيما لفت آخرون إلى أن مؤونة الزيت باتت في حدودها الدنيا واقتصرت فقط على بضعة كيلو غرامات لاستخدامها في وجبات محددة لا غنى عن زيت الزيتون لإعدادها، في وقت كانت فيه هذه المادة واحدة من أهم أركان المؤونة التي لا يخلو منها أي بيت في المحافظة.
وأكد عدد من مزارعي الزيتون أن ارتفاع سعر الزيت ناجم عن قلة المعروض منه في الأسواق واحتكار التجار المادة بهدف رفع أسعارها أو القيام بتصديرها للخارج, لافتين إلى أن أغلب المزارعين باعوا إنتاجهم في موسم عصر الزيتون, وذلك لتغطية نفقاتهم, إذ لم يكن سعر الصفيحة وقتها يتجاوز الـ٢٥ ألف ليرة، وهكذا ذهبت الفائدة الكبرى للتجار الذين جالوا على المعاصر لشراء الإنتاج وتخزينه, ما أدى إلى تراجع المعروض منه في السوق فارتفعت أسعاره أضعافاً مضاعفة.
وطالب المزارعون بدعم زراعة الزيتون في المحافظة وتوفير كل عناصر استقرارها بالنظر إلى أهميتها الحيوية، وذلك من خلال توفير الغراس بنوعيات مكفولة وبأسعار تشجيعية والكشف المستمر على مزارع الزيتون لاكتشاف الإصابات في بدايتها ليصار إلى مكافحتها في وقتها.
وتراجعت أعداد أشجار الزيتون في المحافظة إلى ثلاثة ملايين شجرة مقارنة مع ٦ ملايين كانت قبل الحرب، وذلك بفعل عمليات التحطيب الجائر و«اليباس» والحرائق، فيما تشير تقديرات مديرية الزراعة إلى تراجع الإنتاج هذا العام إلى نحو ٢٥ ألف طن من الثمار و٣ آلاف طن من الزيت.
وعزا معاون مدير زراعة درعا رئيس دائرة الإنتاج النباتي – المهندس بسام الحشيش تراجع الإنتاج هذا العام إلى جملة من الأسباب أبرزها الظروف الجوية وقلة مياه الري وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج, فضلاً عن انتشار ذبابة الزيتون, ما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج بنحو ٥% عن الموسم السابق، ما استدعى – حسب قوله- اللجوء إلى استخدام المكافحة الحيوية المتكاملة باستخدام المصائد الفرمونية حيث تم الطلب من دائرة الوقاية لزيادة أعدادها.
وأضاف الحشيش: سيتم تشكيل لجان متخصصة مهمتها مراقبة ومتابعة آلية عمل معاصر الزيتون في المحافظة والتأكد من مدى التزام أصحاب المعاصر بالطرق المثلى لعمليات العصر والتأكد من إنتاج زيت بالمواصفات المطلوبة إضافة إلى التأكد من ترحيل المواد الثانوية وفق الأسس والمعايير المحددة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا