بيّنت دراسة للمرصد العمالي، اليوم، حصول تراجع واضح وكبير في مستويات العمل في مرفأي اللاذقية وطرطوس، سواء من حيث أعداد البواخر القادمة أم أعداد الحاويات المنقولة منذ بداية الحرب على سورية.
ونّوهت الدراسة التي أعدها الدكتور هيثم عيسى، بعنوان «قراءة اقتصادية لانفجار مرفأ بيروت: دور مرفأي اللاذقية وطرطوس بعد الأزمة»، بأن هذه القدرات المعطلة يمكن الاستفادة منها واستثمارها للتعويض عن الأضرار التي أصابت مرفأ بيروت نتيجة الانفجار، حيث يمكن توجيه قسم من البضائع المستوردة إلى لبنان بحرياً إلى هذين المرفأين ومن ثم شحنها إلى لبنان.
وبيّنت الدراسة أن الأمر نفسه ينطبق على التجارة الدولية التي كانت تتم عبر لبنان من خلال مرفأ بيروت استيراداً وتصديراً، حيث تحويل خطوط هذه التجارة التي توقفت بفعل انفجار مرفأ بيروت إلى مرفأي اللاذقية وطرطوس، ما يخفف الأضرار والآثار السلبية التي لحقت بهذه التجارة نتيجة حادث الانفجار.
ويتطلب ذلك الأمر قيام الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وغيرها بوقف تطبيق الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي يفرضها قانون قيصر، والتي تقيد التعامل مع سورية في جوانب عديدة.
كما بيّنت الدراسة طبيعة السياق الاقتصادي الزمني الذي سبق حادثة انفجار مرفأ بيروت، ووجدت أن الوضع الاقتصادي كان متأزماً ومفتوحاً على المزيد من التأزم وأنه يعاني من تبعات ثلاث أزمات اقتصادية «أزمة مالية، وأزمة مصرفية، وأزمة ميزان مدفوعات»، إذ كان الاقتصاد اللبناني في الفترة الزمنية التي شهدت حادثة الانفجار وسبقتها في أشدّ الحاجة للإيرادات المالية بالدولار بعد الجفاف المتدرج للمصادر التقليدية لهذه الإيرادات، وتردد الدول الأخرى في تقديم الدعم المالي لبلد يتهاوى اقتصادياً.
في ذلك الوضع الصعب كان مرفأ بيروت الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد اللبناني ويجني منها عوائد مالية بالعملات الصعبة تراوحت بين 4 و5.9 بالألف من مجموع الناتج المحلي الإجمالي.
إضافة إلى ذلك، كان المرفأ محطة الدخول لحوالي ثلاثة أرباع المستوردات ومحطة الخروج لحوالي نصف الصادرات اللبنانية.
ترى الدراسة أن انفجار مرفأ بيروت هدف من الناحية الاقتصادية إلى حرمان الاقتصاد اللبناني من ميزات المرفأ أو بالأحرى تدمير الحجر الذي كان يسند جرة الاقتصاد اللبناني.
استعرضت الدراسة بالتفصيل سمات وخصائص مرفأ بيروت وميزاته وكذلك دوره في الحياة الاقتصادية في لبنان وتم التركيز على حجم أعمال المرفأ ونشاطه، كذلك، قدمت الدراسة عرضاً غنياً بالمعلومات المتخصصة عن مرفأي اللاذقية وطرطوس.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا