مخاوف كبيرة من الأهالي مع افتتاح المدارس في ظل انتشار فيروس (كورونا)، ولاسيما أن عدداً من الأطباء أكدوا سابقاً احتمالية وجود ذروة ثانية للوباء مع عودة المدارس، وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية، لضمان عودة آمنة للطلاب، والحيلولة دون زيادة عدد الإصابات.
و رصدنا آراء عدد من المدرّسين والأهالي في دمشق وريفها وحلب وعدد من المحافظات، ولفت عدد منهم إلى أنهم ليسوا ضد عودة المدارس، وإكمال المسار التعليمي للطلاب، ولكن الأهم تحقيق الشروط الصحية المطلوبة، منوهين بأنهم أثناء داومهم الإداري منذ أسبوع لم يلاحظوا أي تنفيذ لتعليمات وزارة التربية، فعلى مستوى صابون للحمامات لا يوجد بالإضافة إلى انقطاع المياه عن عدد من المدارس وأعطال في صنابيرالماء، ولم توزع الكمامات والمعقمات على الكوادر التدريسية، والخدمة داخل المدارس سيئة ، مشيرين إلى مدارس تعتمد نظام الدوامين ويخدمها مستخدم واحد فقط، مستغربين كيف يمكنه لوحده تنظيف المدرسة؟.
وأكد آخرون أنه لم يأت أي مشرف صحي خلال دوامهم الإداري ولا يوجد مواد تعقيم، وتساءلوا: لماذا لم يتم خلال الأسبوع الإداري فرز عناصر الصحة للمدارس لتزويدنا بالقليل من المعلومات، كمالم نزود بأي من مواد التعقيم والكمامات؟ ، منوهين بأنهم لم يلاحظوا أي تغيير والوضع في المدارس على حاله منذ شهرين وأكثر .
وقال عدد من الأهالي : نتمنى زيارة مدارس ريف دمشق التي تم التأكيد سابقاً أنها في قمة الاستعداد، فغبار العام الماضي مازال في عدد كبير منها والمعلمات هن اللواتي نظفن الصفوف بشكل طوعي ، وسيكون في كل شعبة أكثر من خمسين طالباً وطالبة ولا يتوفر فيها أي من مواد التعقيم، مستغربين عن أي استعدادات يتحدثون وأي تجهيزات؟، إذ لا يتوفر في المدارس مياه أو تعقيم.
وتساءل آخرون: أين التجهيز ؟، هل قُسم الدوام؟، هل وزِّع الطلاب على أيام؟، هل خفض عدد الطلاب في الصفوف؟.
وقدم عدد من المدرسين اقتراحاتهم بضرورة التركيز على المواد الأساسية والاختصار من المنهاج وزيادة عدد الصفوف من خلال الاعتماد على الغرف مسبقة الصنع والاستفادة من المساحة الكبيرة للباحات، والأهم الاهتمام بشكل فعلي بالتعقيم وليس فقط من خلال التقاط الصور ونشرها إعلامياً والواقع عكس ذلك!، وضرورة تعيين أكثر من مستخدم في المدرسة .
وبنقل ما تم رصده من آراء إلى مدير التوجيه في وزارة التربية_ المثنى خضور الذي أكد على ضرورة عودة المدارس لنشاطها، ولا بد من كسر حاجز الخوف للطلاب والأهالي، ولاسيما مع وجود تسهيلات للطلاب أو الأهالي، فأي طالب مريض أو لديه حرارة مرتفعة يمكن لذويه عدم إرساله إلى المدرسة، منوهاً بأن عودة المدارس فرصة للأهالي لتدريب الأطفال بكل الأعمار على أساسيات النظافة والتعامل مع الوباء، وأنه يجب التعاون مع الأهل لترسيخها لدى الطفل.
ولفت خضور إلى قيام لجان من التوجيه الاختصاصي والتربوي بجولات ميدانية على كل المدارس وأنه على تواصل بشكل يومي مع مديري التربية و كل الملاحظات تُنقَل إلى وزير التربية عن كثب لمعالجتها، وطُلبت تقارير من مديري التربية بكل ما أُنجز حتى نهاية يوم السبت، منوهاً بالاستعداد لاستقبال كل الملاحظات من الأهالي ليطلِعوا الوزارة على الأوضاع في مدارس أبنائهم في حال لم تنفذ ما هو مطلوب منها لكي تُرسل لجان إليها لمعالجة أي خلل .
وحول الاقتراحات التي قُدِّمت حول تقليص ساعات دوام الطلاب في هذا الوضع الاستثنائي والاستغناء عن الحصص الدرسية مثل الرسم والموسيقا أشار خضور إلى أنها من المواد المهمة ولا يمكن الاستغناء عنها فالأطفال يحبون هذه الأنشطة التي تهدف إلى عدم شعورهم بالنفور من المدرسة، وهي أكثر الحصص المحببة لديهم، فالهدف وجود المتعة في المدارس، وليست حصصاً درسية عبارة عن بصم ورياضيات فقط.
وبيّن خضور أنه في حال ازدادت حدة المرض يمكن تقليص الدوام، و أعطى الوزير صلاحية لمديري التربية بإلإغلاق الجزئي للصفوف أو المدارس إذا اكتُشفت حالات إصابات كبيرة فيها.
وبالنسبة للمعقمات لفت خضور إلى أن الكلور متوفر بكثرة ووزِّع على كل المدارس لتعقيمها بشكل يومي قبل الدوام المدرسي و أثناء الدوام، وهناك مشاركات من المجتمع المحلي و المنظمات الإنسانية لتعقيم المدارس.
وعن اقتراحات المدرسين بالاستفادة من مساحات الباحات في المدارس لوضع غرف مسبقة الصنع وزيادة عدد الصفوف، أشار خضور إلى أن هذا الأمر موجود وحتى الغرف الإدارية تُستخدَم لهذا الهدف!.
وفيما يتعلق بعدم وجود المشرفين الصحيين أثناء الأسبوع الإداري حسب تأكيد المدرسين أكد خضور تعيين ١٣٢٠٠ مشرف صحي على كامل مدارس سورية ويخضعون للتدريب حالياً .
وعن النقص في أعداد المستخدمين، أوضح خضور أن وزير التربية اعطى كامل الصلاحية لمديري التربية بالتوسع في تعيين وتثبيت المستخدمين وإعلان مسابقات لتعيينهم.
ويبقى السؤال هل ستنجح التربية في حماية أبنائنا وأهاليهم؟ هذا ما سنتبينه في المرحلة القادمة عند بدء الدوام المدرسي .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا