بعد الحفل الذي أثار ضجيجاً وأعمال شغب في دمشق ها هو الفنان وديع الشيخ الملقب بالرقم الصعب يتحضر لحفل آخر في مدينة حلب المدينة التي لها باع طويل في الفن والتراث والحضارة والتذوق الموسيقي، وحول علم النقابة في حلب بالحفل وموقفها من غناء هذا النوع من الفنانين على أرض مدينة حلب وصلاحياتها في إيقاف هذه الحفلات، ذلك ما دفعنا للاتصال مع عبد الحليم حريري رئيس مجلس فرع حلب لنقابة الفنانين الذي كشف لنا عن علم النقابة بالحفل الذي سيقام يوم الجمعة في إحدى المنشآت السياحية في مدينة حلب ، وبيّن أن: “الغناء الشعبي هو لون غنائي منذ الأزل في منطقتنا والمناطق العربية، وهو غناء متداول وكلامه بسيط ومحبوب والقدود الحلبية هي غناء شعبي، لكن مشكلتنا مع هذا النوع من الغناء هي بالكلمات المبتذلة السوقية التي تغنّى بشكل طبيعي، وهذا الأمر مرفوض بالمطلق”.
وأرجع سبب ذلك إلى “الأزمات السياسية والحروب التي حلّت بمنطقتنا ، فهناك جيل كامل فقد القيم وفقد مفهوم الجمال وفقد معنى الأخلاق ومعنى العيب والحرام نتيجة سوء التربية وتخلفه عن المدرسة، هذا الوضع ولّد مجموعة من الناس تفرح لأي كلمة مبتذلة تسمعها ، فعندما يأتي شخص مثل وديع الشيخ يغني كلاماً بذيئاً يفرح ويرقص على هذا النغم، إضافة إلى أن هناك طبقة راقية ترقص على اللحن ولا تنتبه إلى الكلمة ولو سمعتها تعتبرها كلمة مارقة”.
وأشار حريري إلى أن قرار منع هؤلاء المطربين غير مفعل: “لا يوجد شيء اسمه منع أحد من الغناء، ممكن أن نمنع أغنية معينة ولكن لا يمكننا منعه من الصعود على المسرح، وخاصة في موضوع الحفلة الواحدة لا تستطيع أي جهة في الدنيا أن تمسك فم المطرب حتى لو كان هناك مؤيد قانوني. والنقابة حالياً لا يوجد لديها أسلوب أداء أو معيار يقيم السيىء من الجيد”.
وأفاد بأن: “الفن والغناء مرآة الشعوب ونحن نعرف الشعب وحضارته من غنائه ، فكلما انحط الفن والغناء فهناك بيئة اجتماعية تستمع إلى هذا النمط من الانحطاط ، وهذا لا يعني أن كل المجتمع منحط ولكن هناك فئة كبيرة هي حالياً تملك المال وتدفع لهذا النوع من المطربين، إذاً المال هو المحرك ولا يمكن لأحد الاستمرار في إنتاج أعمال رديئة من دون مال”.
وحول صلاحيات نقابة الفنانين في منع هذا المستوى من الفنانين كما فعلت في زمن النقيب صباح عبيد بيّن حريري: “صباح عبيد لم يمنع أحداً بل قام بعمل ضجة إعلامية فقط، ولكن من حيث الواقع لم تستطع أن تمنع أحداً لأنها لا تملك سلطة قانونية تؤيدها”.
وأخيراً أكد أن: “هذه الظاهرة لا تنتهي إلا بوعي الجمهور ومن هذا المبدأ لست مع سياسة المنع لأنها أسوأ سياسة في التاريخ لا يوجد شيء اسمه منع ولكن يجب أن نعمل على تربية جيل يستطيع ذاتياً أن يدرك الخطأ من الصواب”.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا