دفع ارتفاع أقساط المدارس الخاصة في حلب بالأهالي إلى نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية، وخصوصاً للصفوف الانتقالية، بخلاف السنوات السابقة وعلى الرغم من نشوء وانتشار فيروس كورونا، ما ولّد ضغطاً كبيراً على الطاقة الاستيعابية لتلك المدارس.
وقدّر رجب قرمو الموجه التربوي في ثانوية «الكواكبي»، والتي انتقلت إلى مدرسة «سارية حسون» بحي الفرقان، نسبة التزام الطلاب في الثانوية وفي باقي مدارس حلب مع أول ٣ أسابيع من العام الدراسي بـ٧٥ بالمئة «وهي نسبة مرتفعة جداً قياساً إلى حملة المطالب بتأجيل العام الدراسي الحالي خشية تفشي وباء كورونا في المدارس»، ولفت إلى أن الأمور تسير بشكل جيد وإلى أن الإدارة تفعل ما بوسعها لتنفيذ بروتوكول وزارة التربية واشتراطات الصحة للوقاية من الفيروس المستجد «على الرغم من الضغوط التي تواجهها الصفوف المدرسية جراء عدد الطلاب الكبير فيها».
وعزا قرمو تفضيل ذوي التلاميذ تسجيل أولادهم في الصفوف الانتقالية للمدارس الحكومية إلى كون هذه المرحلة الدراسية غير مصيرية لتحديد مستقبل الطلاب مقارنة بمرحلتي الشهادات «بالإضافة إلى ارتفاع رسوم المدارس الخاصة بشكل غير مسبوق للعام الدراسي الجاري وتدني المستوى المعيشي لفئة اجتماعية واسعة جراء الغلاء الفاحش».
يقول «محمد. ع»، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في حي حلب الجديدة، لـ«الوطن»: «ليس بمقدوري ومقدور الكثير ممن كان يدرس أولاده في المدارس الخاصة، بمتابعة تحصيلهم العلمي فيها بسبب تراجع دخولنا مقارنة بارتفاع أسعار كل السلع والخدمات، ولذلك، نقلت اثنين من أبنائي في الصفين السابع والعاشر إلى المدارس الحكومية لأن التدريس فيها مجاني، على رغم عدم ثقتي الكبيرة بمستوى التدريس فيها مقارنة بنظيرتها الخاصة التي لم تعد أقساطها تراعي وضعنا المعيشي واستطاعتنا بتلبية أقساط التسجيل المرتفعة فيها».
من جهته، طالب «وائل. س»، موظف لدى أحد معامل المدينة الصناعية بحلب، عبر «الوطن» مديرية التربية بحلب إلى تقسيم دوام المدارس، التي تشهد صفوف التدريس فيها ازدحاماً كبيراً بالطلاب، إلى دوام صباحي ومسائي لتحقيق نوع من التباعد الجسدي بين الطلاب «فمن غير المعقول أن يصل عدد طلاب الصف الواحد إلى ٦٠ و٧٠ طالباً، ونحن مقبلون على موسم الشتاء والكريب والموجة الثانية من كورونا».
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
