منذ الإعلان عن إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا تسود الأوساط السياسية الأميركية حالة من الغموض والارتباك وحتى الخوف بين أنصاره وخصومه على حد سواء، خصوصاً وأن البلاد تعيش مخاض حملة انتخابية مثيرة للجدل، وتستعد ليوم اقتراع حاسم في الثالث من الشهر القادم.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه إصابة ترامب موضع شك وريبة لدى الأوساط السياسية والإعلامية العالمية، وفتحت الباب على احتمالات شفاء أو تدهور صحة ترامب، حيث ان بعض الاحتمالات تقول إن ترامب يحاول استغلال حالته الصحية كذريعة للجوء إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية وإعلان حالة الطوارئ لسحب البساط من تحت منافسه جون بايدن، بعد أن أظهرت كل المؤشرات والتوقعات احتمال فوزه، في حين ذهبت احتمالات أخرى إلى فرضية أنه في حال تجاوز ترامب أزمة كورنا فإن ذلك سيكسبه تعاطف الأميركيين، ويحصل على مزيد من الأصوات للفوز بالانتخابات الرئاسية.
وسط هذه الاحتمالات التي تسلط الضوء على التكهنات المتوقعة ومحاولات ترامب مكافحة المرض للفوز بكرسي البيت الأبيض، أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أن ترامب كان يعارض حتى آخر لحظة فكرة نقله إلى المستشفى، بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وأكدت الشبكة نقلاً عن مصادر مطلعة، أن ترامب لم يرغب في التوجه إلى مركز "والتر ريد" الطبي الوطني العسكري، حتى بعد ظهور أعراض الإصابة بكورونا لديه وبدء علاجه بعقاقير تجريبية، وذكرت أن مساعدي ترامب كانوا يحاولون إقناعه بالتوجه إلى المستشفى حتى آخر لحظة، في وقت كانت المروحية الرئاسية في انتظاره أمام البيت الأبيض.
ونقلت "سي إن إن" عن شخصين مطلعين إشارتهما إلى أن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قرروا إجراء عملية نقل ترامب إلى المستشفى بعد إغلاق الأسواق المالية، بهدف تفادي اضطرابات كان سيتسببها هذا الخبر.
وحسب تقرير الشبكة، يحاول مساعدو الرئيس حالياً رسم صورة له كقائد عام يعاني من أعراض خفيفة، بسبب علمهم بسعي الرئيس ألا يبدو ضعيفاً أو مريضاً بشكل خطير.
كما خرج طبيب البيت الأبيض شون كونلي، ليقول بأن ترامب "بخير"، ولم تظهر عليه أي من أعراض المرض، وسيواصل القيام بواجباته أثناء الحجر الصحي، إلا أنه أكد بأن ترامب لم يتجاوز المرحلة الصعبة بعد، لكن الفريق الطبي يشعر بتفاؤل حذر.
وفي وقت لاحق زعم ترامب في مقطع فيديو نشره عبر "تويتر"، أن حالته الصحية لم تكن جيدة بعد إصابته بفيروس كورونا، ولكنها تحسنت فيما بعد "بشكل كبير".
وأعلن الرئيس الأميركي أنه سيعود للبيت الأبيض "قريباً"، مشيراً إلى أنه يكافح المرض من أجل كل المصابين به في العالم، وأضاف: "سنتغلب على فيروس كورونا" حسب تعبيره.
هذا ولا يزال فيروس كورونا يهيمن على الولايات المتحدة التي تتصدر قائمة الدول الأكثر تضرراً من تفشي ووباء كورونا، حيث سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية حوالي 50 ألف إصابة جديدة، و687 حالة وفاة جديدة، وارتفع إجمالي الإصابات في الولايات المتحدة، منذ بدء تفشي الوباء إلى 7.4 ملايين إصابة، فيما بلغت حصيلة الوفيات أكثر من 209 آلاف حتى الآن، وفي اليوم السابق سجلت الولايات المتحدة 54441 إصابة، و906 حالات وفاة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب لاستغلال إصابته لتحقيق مكاسب في الانتخابات القادمة، أعلنت شرطة ولاية أوهايو الأميركية، أنها تبحث عن رجل فتح النار على موكب سيارات مؤيد لترامب عبر نافذة سيارته.
وتحقق الشرطة في هيلارد، إحدى ضواحي كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو، في عملية إطلاق النار هذه، وتعتقد أن مطلق النار كان أحد المشاركين في التجمع، لكن لم يتم القبض عليه بعد، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا