يبدو أن الضابطة الجمركية مستمرة في عمليات التفتيش في الأسواق المحلية رغم أم مهامها الأساسية هي ضمن النطاق الجمركي على الحدود البرية البحرية، وحين تقوم بعمليات المتابعة والتفتيش في الداخل، فإنما هي -بموجب القانون- بهدف تحريها عن بضائع محددة إذا ما شوهدت ضمن النطاق الجمركي في وضعٍ يستدل منه قصد تهريبها! ولكن، حين تهمل الضابطة الجمركية مهامها على الحدود، تغزو البضائع المهربة الأسواق، وتهرب المواد المدعومة لدول الجوار كذلك، فيصبح الخلل واضحاً، وتصبح مسرحية القيام بمداهمات في الداخل مبتذلة، ولن تغفر لها التراخي بحماية الحدود من التهريب بالاتجاهين. سابقاً، داهمت الضابطة الجمركية محالاً في الأسواق الداخلية، وصادرت بضائع أجنبية متفاخرة بعملها، رغم أن دخول هذه البضائع أساساً ناتج عن إهمالها للحدود. ولكن حين لم تردعها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأنها تتعدى على صلاحيات التموين، صالت الجمارك وجالت، واستمرت بجولاتها في الداخل، تاركة الحدود للعناية الإلهية ربما!! وأمس، تجاوزت الضابطة الجمركية قطاع التموين إلى الصيدليات والمستودعات في القطاع الصحي، حيث قامت بمداهمة منفردة لبعض الصيدليات بقصد مصادرة أدوية مهربة، مما حدا بوزارة الصحة مباشرة أن توضح بكتاب رسمي لوزارة المالية أن الرقابة على المنشآت الصيدلانية المرخصة من الصلاحيات الممنوحة قانوناً لها ولمديرياتها ولجانها المشتركة، التي تستطيع التمييز جيداً بين الدواء المهرب غير النظامي والدواء المستورد أصولاً. مؤكدة الوزارة على ضرورة عدم قيام أي جهة بجولات إشرافية على الصيدليات ومستودعات الأدوية إلا بالتنسيق معها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا