بعد طعنه من قبل خاطفيه... سائق التكسي ينجو من الموت بأعجوبة.. بقلم : رولا نويساتي

خاص -            عمله كسائق تكسي كان يتطلب منه الدخول إلى مناطق بعيدة وربما خطرة بحثاً عن الرزق, وكون السيارة لم تكن ملكاً له فهذا يتطلب منه حذراً أكثر ومع ذلك لكل منا نصيب سيصيبنا في هذه الحياة...   بداية خطف   كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساءً,عندما أشار لـ(فارس) شابان في أواخر العقد الثاني من عمرهما, من منطقة باب شرقي في دمشق وطلبا منه أن يقلهما إلى منطقة ركن الدين في ريف دمشق, وعلى الرغم من أن الوقت قد تأخر وأنوار الشوارع خافتة, إلا أنه قبل إيصالهم بعد أن عرضا عليه إعطاءه الأجر مضاعفاً... صعد شاب بجانب (فارس) والآخر خلفه, ولم يمشِ (فارس) مسافة طويلة حتى طلب منه أحدهم الدخول ضمن شوارع فرعية كونهما على عجلة من أمرهما, رضخ (فارس) لطلبهما, ليبدأ المسلسل المكسيكي بإدخال (فارس) من شارع وإخراجه من آخر، وبعد أن تأكدا بأنه لا يعرف هذا الطريق أشارا له بالدخول إلى شارع ترابي غير مأهول, الشيء الذي جعل (فارس) يشعر بالخوف، لكن كلام الشابين له وطمأنته بأنهما سيرشدانه إلى مخرج آمن جعله يصدق كلامهما.   تهديد وطعن   ما إن وصل الشابان إلى منتصف الطريق الترابي حتى طلبا من (فارس) الوقوف جانباً, وقبل أن يتفوه ببنت شفة أخرج الشاب الذي يجلس بجواره سكيناً كبيرة ووجهها إلى خاصرة (فارس) وأشار له بالنزول وإعطائهما مفاتيح السيارة بعد أن أخبراه بكل وقاحة بأنهما يريدان السيارة لا نقوده... كان هذا الطلب غريباً بالنسبة لـ(فارس) الذي لطالما سمع عن عمليات سلب نقود يتعرض له السائقون أو أجهزتهم الخليوية أو حتى أي شيء آخر يمتلكونه, لكن ليس سرقة للسيارة بأكملها, في تلك الأثناء ضحك (فارس) من طلبهما وعلامات الاستغراب بادية على وجهه, لكن تهديد الشابين له وإخباره بأنه إن لم يعطهما إياها سيأخذا روحه قبل أخذ السيارة منه عنوة جعله يرتبك ولا يدرِ ما يفعل سوى إخبارهما بأن السيارة ليست ملكاً له وبأنه مجرد سائق عليها, إلا أن هذا الكلام لم يعجب الشابين اللذين كرّرا تهديد (فارس), وبعد رفضه النزول قام الشاب الذي يحمل السكين بطعنه في خاصرته طعنة نافذة ومن ثم قاما بإلقائه من السيارة ثم أخذاها ولاذا بالفرار إلى منطقة مجهولة.   حياة جديدة   لم يشأ القدر أن تصعد روح (فارس) إلى باريها, فأرسل له القدر رجل مرَّ بسيارته مع صديقه من ذات المكان, ليجد (فارس) ملقى على الأرض مغمىً عليه والدماء تنزف منه, فقام الاثنان بوضعه بسيارتهما والاتصال بشقيقه من جهازه الخليوي كونه كان آخر من تحدث معه قبل الحادث وأخبراه بأنه يجب الحضور فوراً إلى المشفى وإدخال أخيه كي لا يتعرضا هما للمسائلة القانونية...   بالفعل هرع شقيق (فارس) إلى المكان كما كان متفق عليه, ودخل (فارس) المشفى وقاموا بإجراء عدة عمليات جراحية له, حيث بقي بعدها في العناية المشددة نحو الأسبوع... هذه الحادثة كادت أن تودي بحياة (فارس) إلّا أن العناية الإلهية أبت إلا أن تكتب له حياة جديدة...   غلطة الشاطر   تم تنظيم الضبط اللازم لدى قسم الشرطة التي حضرت إلى المشفى على الفور, واستطاعت أخذ التفاصيل الكاملة من (فارس) عن الحادثة التي تعرض لها بعد أن خرج من العناية الفائقة, أما الشابان اللذان سرقا السيارة فقد تم إلقاء القبض عليهما فيما بعد من قبل دورية في منطقة المجتهد كانت تقوم بعملها عندما أوقفت الشابين أثناء قيادة أهدهما لإحدى السيارات المسروقة, حيث انطبقت عليهما الأوصاف التي عممت من قبل أقسام الشرطة بعد عدة عمليات سرقة قاما بها, وعند إيقافهما ارتبك السائق بعد أن طلب منه إبراز أوراق السيارة التي لم تكن بحوزتهما أساساً, ليتم اقتيادهما إلى قسم الشرطة ، حيث نظم الضبط اللازم بحقهما قبل أن يحالا إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل...   بالتحقيق حاول الشابان الذي اتضح بأن اسماهما (منذر) و(تامر) بدايةً الإنكار إلا أن عدم امتلاك الحجة المناسبة في اختفاء أوراق السيارة التي عثرت بحوذتهما و تضارب أقوالهما, إضافة إلى تعرف الضحايا عليهما حال دون ذلك, ليتم تسجيل أقوالهما وتنظيم الضبط اللازم بحقهما, ومن ثم إحالتهما للقضاء لينالا جزاءهما العادل.