لوحظ خلال جولة على الأسواق وجود ازدحام كبير على المنتزهات والمطاعم على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار وانخفاض مدخول نسبة عالية من المواطنين!
الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية بين أن الحوالات الخارجية دائماً تلعب دوراً إيجابياً في تقوية القوة الشرائية للمواطنين عموماً، مضيفاً: إنه لو كانت الحالة العامة حالياً عادية وطبيعية فيمكن القول إن قيمة الحوالات أصبحت مرتفعة وبالتالي يمكن القول بأن هذه الحوالات يمكن الاستفادة منها لارتياد المطاعم والمنتزهات، لكن حالياً في ظل انتشار كورونا وانتشار البطالة والفقر في دول العالم ووجود تراجع اقتصادي عالمي فإن الحوالات ليست سبباً على الأغلب بزيادة إقبال المواطنين الذين تصلهم حوالات خارجية على المطاعم والمنتزهات.
واعتبر فضلية الإقبال الكبير للمواطنين حالياً على المطاعم والمنتزهات وعلى الإنفاق الكمالي شيئاً طبيعياً لأنه دائماً في حالات التضخم وضعف القوة الشرائية هناك شرائح مستفيدة وهم من أصحاب المكتنزات وهؤلاء في كل الأحوال وفي كل الدول مستفيدون وهم ممن يرتادون المطاعم والمنتزهات حالياً بكثرة.
ولفت إلى أنه في حالات التضخم الجامح هناك شريحة نسبتها المئوية في المجتمع أقل من 10 بالمئة وهي شريحة مستفيدة واغتنت نتيجة ارتفاع الأسعار وارتفاع الأصول التي تملكها وهي تضم مستوردين وكبار تجار وغيرهم، مشيراً إلى أنه في حالات التضخم تزداد نسبة ربح حتى التجار العاديين وذلك لتعويض ارتفاع نفقات المعيشة.
وأوضح بأن هناك شريحة كذلك لا تتأثر بالتضخم وهي التي ما زالت مندمجة في النشاط الاقتصادي، فعلى سبيل المثال صاحب المحال التجاري الذي يأتيه يومياً عشرات الزبائن وفواتيره عالية هو نفسه يذهب إلى المطاعم والفنادق مساء ويشتري موبايلات بأسعار خيالية.
وبيّن أن شريحة الطبقة الفقيرة ونتيجة غلاء الأسعار حالياً انتقلت إلى شريحة الفقر المدقع، أما شريحة الطبقة الوسطى فمنها من استفاد من الأزمة وأصبح من شريحة أعلى، على حين معظمها انخفض إلى طبقة الفقراء درجة أولى ومع استمرار الأزمة من الممكن أن يتحولوا إلى طبقة الفقر المدقع.
وأكد بأن الذين انتقلوا من الطبقة الوسطى إلى شريحة أعلى هم ليسوا من أصحاب الدخل المحدود الذين يعملون براتب، مبيناً بأن كل من يعمل براتب تراجع وأصبح ضمن شريحة الطبقة الفقيرة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا