خاص - بقلم محمد الحلبي
لا يتوانَ البعض عن استغلال أي ظرف مهما كان لإشباع غرائزهم وتحقيق
مصالحهم ضاربين عرض الحائط بكل الأخلاق والقيم.. وفي حادثة اليوم استغل سائق ميكرو
عمله في خدمة الناس من خلال نقلهم لقضاء شؤونهم بالاعتداء على إحدى الفتيات التي
كانت متوجهة إلى عملها.. فماذا عن التفاصيل؟ تابعوها معنا في السطور القادمة..
ذئب بشري
كانت (ريما) تقف على مفرق مدينة صحنايا تريد التوجه إلى عملها كما أسلفنا
في قلب العاصمة دمشق، لكن كالعادة أزمة نقل خانقة كل صباح جعلتها تنتظر طويلاً قبل
أن تشير بيدها لأحد سائقي الميكروباصات لتستوقفه ظناً منها أنها ظفرت أخيراً
بمرادها...
وفعلاً توقف السائق أمامها لتصعد (ريما) وترتمي في أحد المقاعد قبل أن
يقول لها السائق إن خط سيره هو نهر عيشة ولهذا هو مضطر أن يسلك طرقاً فرعية كي لا
يمر أمام دوريات المرور ويعرض نفسه لمخالفة سير هو بغنىً عنها واعداً إياها
إيصالها إلى قلب العاصمة دمشق، و قد طلب منها أن تدعو له بأن يحظى ببعض الركاب على
الطريق الفرعي الذي سيسلكه, ولم تعارض (ريما) ذلك بل بقيت صامتة طوال الوقت وسائق
الميكرو يخرج من حارة ويدخل بأخرى حتى وصل إلى طريق ترابي راح يسلكه بعجل إلى أن أوقف
المحرك... تلفتت (ريما) حولها فوجدت نفسها
بين الأشجار و قد حُجبت عنها رؤية الشارع العام تماماً،حاولت أن تسأل السائق عن
سبب توقفه في هذا المكان المقفر لكن ذلك الأخير غادر مقعده خلف المقود واتجه
نحوها، ومع تسارع ضربات قلبها شعرت بشعور الظبية الجريحة التي يتقدم الصياد نحوها
فحاولت إخراج جوالها علَّه
ينقذها، وبأصابع مرتجفة راحت تضغط على الأزرار لتتصل بأحدٍ ما عساه يستطيع انقاذها
من قدرٍ محتوم, لكن الصياد انقض عليها وانتزع الجوال من يدها وأغلق أبواب الميكرو
وأسدل ستائره وسط توسلات متلعثمة لم تعرف طريقاً إلى أذني وحشٍ كاسر.. وهنا عرفت
(ريما) أن هذا الوحش لن يدعها وشأنها
فعرضت عليه مبلغاً من المال بالإضافة إلى جوالها وبعض الحلي الذهبية التي كانت
تلبسها, لكن سائق الميكرو رفض كل ذلك وقال لها إنه يريدها هي بالذات لإرواء شهوته
منها, ومن ثم انقض عليها محاولاً أن ينال من مواطن عفتها وسط مقاومة عنيفة أبدتها
(ريما) حتى خارت قواها تماماً بعد أن تعرضت للضرب من قبل مفترسها ليتمكن هذا
الأخير من نيل مراده منها باغتصابها وممارسة الجنس معها عنوةً ومن ثم ألقاها بين
البساتين وأطلق العنان لسيارته بعد أن أخذ الحلي والجوال والمال الذي كان بحوزة
فريسته والذي قد عرضته عليه سابقاً مقابل تركها وشأنها..
البحث عن طوق نجاة
تحاملت (ريما) على جراحها وسارت على غير هدىً حتى وصلت إلى الشارع العام
واستقلت سيارة عابرة إلى قسم شرطة المنطقة لتشرح هناك لرجال الأمن ما حلّ بها من اعتداءٍ
من قبل سائق الميكرو الذي كانت تركب معه، وقامت بإعطاء رجال الأمن رقم فانوس
سيارته.. وقد تم إحالة (ريما) إلى الطبابة الشرعية حيث حصلت على تقرير طبي أكد
واقعة الاعتداء عليها، بالإضافة إلى أن التقرير ذكر وجود سحجات وكدمات على جسد
(ريما) مما يدل على اغتصابها بالعنف, و في هذا الوقت كان رجال الأمن قد أبرقوا إلى
فرع مرور دمشق للحصول على بيانات الميكرو بناءً على رقم الفانوس الذي أفادت به
(ريما) فتبين أنه عائد للمدعو (ت.م)، وباستدعاء هذا الأخير قال أن الميكرو يعمل
عليه المدعو (شادي) ولا علم له بالحادثة التي ذكرتها الشاكية.. وقد تم إلقاء القبض
على (شادي) الذي حاول إنكار معرفته بالمدعوة (ريما)، لكن هذه الأخيرة تعرفت عليه
وأدلَت بمشاهدات عن بعض الموجودات في الميكرو تأكد رجال الأمن من وجودها فعلاً،
فتم إحالة (شادي) إلى القضاء بتهمة الاغتصاب والسلب بالعنف..
في المحكمة
اعترف المجرم (شادي) بواقعة الإغتصاب وادعى أنه ارتكب هذا الجرم ومارس
الجنس مع (ريما) بعد أن أغوته بلباسها الغير محتشم حسب ادعائه, و أنه كان تحت
تأثير السكر الشديد يومها, إذ أنه احتسى كمية كبيرة من المشروبات الروحية قبل
توجهه إلى العمل على الميكرو, وأنه مارس الجنس مع (ريما) دون إدراك لما فعل, وقد
جلب (شادي) بعض أصدقائه الذين شهدوا معه أنه كان برفقتهم يحتسي المشروبات الروحية
قبل توجهه للعمل على الميكرو صباحاً, وقد أعلن ندمه الشديد والتمس من هيئة المحكمة
الرحمة والعفو والحكم المخفف, لكن (ريما) أكدت لدى سماع أقوالها في المحكمة أن
المعتدي عليها لم يكن سكراناً أبداً لكنها شاهدته يقوم بحركات غريبة ويتصرف بشكل
غير طبيعي أثناء سيره في الطرقات الضيقة قبل الوصول إلى البساتين في المنطقة التي اعتدى
عليها فيها, حيث كان يشم مادة بيضاء قال أنها (عطيس) وهنا تم أخذ عينة من دم
المتهم ليتم تحليلها, فاتضح وجود آثاراً لمواد مخدرة في دم المدعو (شادي)، ما يدل
على تعاطيه للمخدرات, وأمام هذه الوقائع والأحداث تم تجريم المتهم (شادي) بجناية
الاغتصاب بالعنف والحكم عليه بالأشغال الشاقة مدة خمسة عشر عاماً عن هذه الجناية,
وبالأشغال الشاقة أيضاً مدة ثلاثة أعوام عن جناية السلب بالعنف ودمج العقوبتين
وتنفيذهما معاً لتصبح الأشغال الشاقة 18 عاماً,و إلزامه بدفع مبلغ مئة ألف ليرة
للمدعية تعويضاً عما لحق بها من أضرارٍ ماديةٍ ومعنوية، فيما تم الصفح عن المتهم
بالنسبة لجرم تعاطي المخدرات كونها المرة الأولى التي يضبط فيها (شادي) بجرم تعاطي
المخدرات, مع إحالته إلى أحد المصحات للتعافي من آفة التعاطي, قراراً وجاهياً
قابلاً للطعن بطريق النقد, صدر وأفهم علناً..
التاريخ - 2015-07-05 8:17 AM المشاهدات 1177
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا