أنهى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والوفد المرافق له أمس، زيارته للعاصمة الروسية موسكو والتي استمرت لأربعة أيام التقى فيها كبار مسؤوليها.
المقداد الذي ترأس وفداً سورياً ضم المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، كان التقى في زيارته الرسمية الثانية عقب توليه مهامه كوزير للخارجية كلاً من نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي عقد معه مؤتمراً صحفياً أجملا فيها المحاور التي جرى التطرق لها خلال المباحثات، كما جرى التوقيع على بيان مشترك ينص على ألا تكون سورية وروسيا أول من ينشر أسلحة في الفضاء.
كذلك عقد الوفد السوري برئاسة المقداد، مباحثات منفصلة مع كل من نائبي وزير الخارجي الروسي سيرغي ريابكوف وميخائيل بوغدانوف، ومع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي.
وفي تصريحات إعلامية له في ختام زيارته لموسكو أمس، أكد المقداد أن العلاقات بين سورية وروسيا إستراتيجية، وتمتد إلى تاريخ طويل وستزداد تعمقاً خلال المرحلة القادمة، وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة «سانا»: «المهم بالنسبة للجانبين السوري والروسي، هو أن نجدد وأن ندفع بهذه العلاقات قدماً وأن الرغبة في دفعها كما عبّر عنها الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين كانت في قلب المباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووجدنا أجواء إيجابية جداً».
وأوضح المقداد أن النقاشات مع المسؤولين الروس كانت عميقة أيضاً، وتمحورت حول الأوضاع الحالية في سورية والدعم الذي تقدمه روسيا لسورية في إطار مكافحة الإرهاب وأضاف: «بحثنا كذلك مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي بين البلدين وهذا سيزداد تعمقاً خلال المرحلة القادمة، وألاحظ تطوراً حقيقياً في هذه العلاقات من خلال ترجمة ما نتحدث به على أرض الواقع، وأعتقد أن السوريين سيشهدون ذلك خلال الأسابيع والأشهر القادمة».
واعتبر المقداد في تصريحات مماثلة لقناة «روسيا اليوم»، أن من يعطي بعداً سياسياً لترتيب زيارته إلى طهران أولاً، وموسكو ثانياً، إنما يريد أن يسيء إلى العلاقات السورية الإيرانية، والعلاقات السورية الروسية، وقال: «نحن حلفاء في سورية مع إيران، ومع الاتحاد الروسي، وكذلك نشعر أن الأصدقاء الإيرانيين يؤكدون دائماً على أن العلاقة مع روسيا الاتحادية يجب أن تكون قوية، لذلك يجب ألا يقرأ أحد خارج السطور الصحيحة».
وأكد المقداد، أن التعاون الروسي السوري يأخذ مداه فيما يتعلق بكل مرحلة وخصوصياتها، والآن هناك جهد كبير تم بذله خلال الأسابيع القليلة الماضية في هذا الاتجاه، والعلاقات السورية الروسية مستمرة ونتعامل مع كل مرحلة بخصوصياتها، وعلى هذا الأساس نحن نولي هذه العلاقات الاهتمام الأكبر.
وشدد المقداد على أن سورية تدعو إلى انسحاب القوات الأميركية، وليس إلى أي نوع من التعاون، وإذا أرادت الإدارة الأميركية أن تنسحب بشرف وكرامة من سورية، فالطريق مفتوح أمامها والآن، وعليها ألا تتأخر في ذلك، لأن المقاومة الشعبية في الشمال الشرقي موجودة وهي التي ستتكفل بإبعاد هذه الأوهام والأحلام الشيطانية الأميركية، سواء للقيادة الراحلة، أم أي أوهام للقيادة القادمة.
وبيّن المقداد رداً على سؤال إن كان هناك اتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة، أنه لا توجد أي اتصالات، مشدداً على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تجري جردة محاسبة ومراجعة سياساتها الخرقاء غير المقبولة في العالم، والتي تسيء أولاً للولايات المتحدة قبل أن تسيء إلى أي شعب آخر، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا