| النصيب | :
ضمن هذهِ الدائرة ، و تحديداً تحتَ غيمة الغموض القابِعة فوقَ رؤوسِنا ،
في الجانِب الأيسر من هذا المكان ..
سكينٌ تعلَقُ في جسده ،
تشوّههُ !
و لكن ..
دمهُ يُنقِذهُ دوماً ،
عندما يسيلُ يشعُر بأنّ الوضع سيكون أسهل ،
ف حيثُ ما تختبئ الدماء ،
خلفَ شقِّ جرحِه ،
هذا يعني أنها ستنفَجِرُ مرّات عديدة فيهِ ،
و تقتلِعُ نومه من وسادته ، كُلّ يوم !
بينما يندثِرُ الدمّ في عروقه ،
يتفجّر خارِجاً ،
يُعانِقُه بسخونة ،
و يبكي على معصمه ،
و هو يُقهقِهُ !
وداعاً ، ضاحِكاً و مُضحيّاً ، بنفسِ الوقت ..
حقّاً كانت تجرُبة مُخيفة ،
و لكن دمّه أنقذهُ مرّةً أُخرى !
يقِفُ على عتبةِ روحِه ؛
شُكراً دمي ، بُتَّ جّافاً من أجلي ،
و بُتُّ أُزهِرُ بِولادة جديدة بفضلِكَ . [ أخيراً ، هوَ يقولُ وبِكُلِّ حماسٍ مُشتعِل ]
..
نعودُ قليلاً إلى ذاتِ المكان ، داخل ذات الدائِرة ،
في الجانب الأيمن ..
فجوةٌ في القلب ،
عُمرُها سنتين و نصف
إمتلأتْ ،
برائحة عطرٍ
مرّت بجانبِه منذُ قليل !
خطوة واحِدة ،
و أربعُ ثوانٍ ،
كانوا كفيلاتٍ في إعادِة عُمرِه ،
إلى ما قبل السنتينِ و نصف !
يقول ؛
أحياناً ما يترُك الإنسان بصمة في جسدِ أحدهُم ،
تُزهِر تدريجياً ،
حين التماسِ رائِحة ذكرى ما !
و يُتابِع ؛
يا ليتها مرّت خمسةُ ثوانٍ أُخرى
و أنا أعبثُ بنسيمِها ،
و أحتفِظُ بجُرعاتٍ أكثر و أكثر
داخِلَ فؤادي ،
و بعدها لو مُتُّ بحادِث سير
لَكانَ موتي مُشرِّفاً !
[ شهيدُ الحُبّ، علّقوني على الأبوابِ و في الساحاتِ و جُدرانِ بيتِها خاصّةً ]
...
هُنا يقبعُ النصيب الغامِض بين إختياراتنا ، و اختلافاتنا ..
بدلاً من أن يُزيلُ الوهم ، يجعلُنا نختبئ خلفه أكثر ،
في الجانب الأيسر هُناك شخصاً ما يهرب من الحُبِّ إلى نجاتِه ،
أمّا في الجانب الأيمن شخصاً ما مُستعِد أن يُقدِّم حياتهُ لأجلِ الحُبّ !
إختلاف بسيط في تركيبِ الجمل ،
انتَ مُخيّر بين اثنان ، أن تشحذ حُبّ او تشحذ حياة ..
قراراتٍ مجهولة و طريقٌ رمادي ، و دوّامة غامِضة و بعضُ إشارات الإستفهام ..
كُلّ تلك الأمور اللاحتمية و الحتمية أحياناً ينتجُ عنها ما يُسمى ب النصيب .
و مازلتَ مُخيّراً ، حتّى في نصيبِك ،
كيّ لا تنسى !
| حنين مصلح جعفر |
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا