يومٌ آخر للملل
أطوّقهُ بذراعي ، وأرتكبُ بصحبتِه
حماقاتٍ مملّة
تقفزُ نقودي
من جيبي في متجرٍ ضخمٍ
أسارعُ لإرضاءِ مللي ببعضِ أصناف المأكولات
والمشروبات ثمّ
أعودُ أدراجي بتفاهاتٍ مملةٍ
ألبّي دعوةَ جارتي لإرتشاف القهوة
فأستمعُ لثرثراتِها عن براعتِها
بصناعةِ الكعكِ ، وطبخُ الأرزّ
وإغراءِ زوجها المنهكِ
فأشعلُ سيجارةً ،
وأنفثُ مللي دخاناً كثيفاً
أستمعُ لنشرةِ الأخبار
كلّ الحروبِ باتت مُملة
بردى ، والغوطة ، والنخيل
واليمن الجميل
الوطنُ يمرّ في خبرٍ عاجلٍ
وفيروزُ تقرعُ الأجراسَ
هي مثلي تشعرُ بالمللِ
من كذبةِ التاريخِ والدين
والعروبة
أفتحُ درجَ ذاكرتي وأستعرضُ
صوراً لمللِكَ
أطلق تنهيدةً تشبهُكَ
وأطربُ نفسي بغناءٍ جديد
أشعلُ إنارةَ مدخلِ البناية
لِأقدامٍ تصعدُ الدّرج
أعلم أنّها لن تُطربَ بابي
بطرقها
أمسكُ يدَ طفل ليقطعَ
الشّارعَ وأغمز له بعيني
فيهديني براءة النقاء
أقوّمُ ظهرَ عجوزٍ فأحملُ ثقل عمرها
في كيسِ خضارِها فتمطرني
بالدعاء
وابتسمُ في وجهِ عابر سبيل
ثمّةَ مللٌ هنا بنكهة الحبّ ، وبطعمٍ رائع
جميل
.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
