المنـــديـــل
أخرجْ منديلكَ؟
ليسَ معي منديلْ
..... وإنفجرَ الدمعُ...
وراحَ على خديه يسيلْ
فربتُ على كتفيْهِ...
وقلتُ لهُ:راجعْني بعدَ قليلْ
وأنا في الغرفةِ مكتئبٌ
والآهاتُ تزمجرُ في ذاتي
ما بين نواحٍ .... وعويلْ
وعلى رأسي أحملُ جبلاً
من همٍّ فتّاكٍ .... وثقيلْ
والارضُ...
ذهاباً ... وإياباً أحرُثُها
بوجومٍ ... وذهولْ
أتخبطُ في دوّامةِ أفكاري
مثل القشةِ
تتقلّبُ في احضانِ سيولْ!
وأخذتُ أراقبُ طلّتَهُ
والوقتُ يمرُّ....
بطيئاً ... وحزيناً ... وطويلْ
فأتى كالثوبِ البالي
يتعثرُ في جَسَدٍ
منهوكٍ... ونحيلْ
يأكلُ من قدميهِ...
حذاءٌ مهتريءٌ
قد أبلاهُ البحثُ بكلِ سبيلْ
ماتتْ في فمهِ الكلماتُ..
ولم أسمعْ
الا بملامحِه...
شهْقاتِ الآلامِ تقولْ!
وبصوتٍ شبهِ ذليلْ:
نســــفوا بيتي
قتلوا عائلتي
وبقيتُ أنا وحدي
أحيا في أكفان قتيلْ!!
وأصارعُ أمواجَ حياتي
لكنْ بعزيمةِ...
مشلولٍ .... وعليلْ
ملَّ قميصي مني
وأنا ألبسُه صبحَ مساءَ...
فليس لديّ بديلْ
وسياطٌ تلهب ظهري
وتمارسُ ضدي
أبشعَ صُوَرِ التنكيلْ
وظلامٌ يتراكمُ...
فوق ظلامٍ
ما عدتُ أرى شيئاً
في الكون جميلْ!
*****
فغرقتُ بدمعاتي
خجلاً من أسئلتي
وبدأتُ أُوبخُ نفسي
كيف نسيتُ مصيبتهُ الكبرى
لأسائل عن ذاكَ المنديل!!!؟
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
