رسائل من الحياة إليك بقلم الكاتبة أمل عبدالله العلوي

أمل عبدالله العلوي،سوريا 
رسائل منَ الحياة إليك 
أتعلم يا عزيزي أنا أحبّك:
قبل أن أعرفك أو أتأكد من كون وجودك، عندما أقول أحبّك أشعرُ بالقوة تلك القوة التي تجعلني أستمر بالحياة وأكافح من أجل أن نجتمع يوماً ما تحت ضوء القمر ونطلق سراح أصابعنا كي تحتضن وتقبل بعضها البعض. 
ولأنني أحبك سأبقى أكتبُ إليكَ حتى تجف المحابر وتفنى عظامي تحت تراب المقابر. 
وسأبقى أحادثك وأبوح بمشاعري عبر الورق حتى يأتي يومٌ ما تتعانق نظراتنا وتبوح لبعضها برسائل غرامية عجز الشعراء والأدباء عن سردها. 
أعلم أّنّك الأن في العالم الموازي وأنّه من الممكن ألّا تكون في الأرض،
لأنّك إنسان يا عزيزي وكوكبنا بات غابة وحوش بشرية خالٍ من الإنسانية، وأنا لم أسمح لنفسي إلا أن تحبّ إنسان ويسعدني كونك من العالم الموازي. 
أريد أن نكون مختلفين عن البشر، نقيّين بحبّنا، طاهرين بقبلاتنا وقلوبنا. 
ونحبّ بعضنا بطريقة مختلفة نقيّة لا تشبه حبّ البشر. نضعُ مفاهيم جديدة للحبّ بعيدة عن كل ما يشوه جوهره وحرمته ،لأنّ الحبّ كونٌ مقدس لا يصلح إلا للصادقين، أريد أن أكون معك في العالم الموازي، حيث حبنا ووجودنا وأحلامنا ،حيث سنخلّق حبٌّ زمرديٌّ معصومٌ عن الأخطاء، حبٌّ سيكون آيةٌ ومثلٌ لكلّ الكائنات والأجيال .
هل تؤمن بفكرة تناسخ الأرواح يا عزيزي؟
أريد أن نحبّ بعضنا بطريقة عفوية عمياء ونعلم أولادنا الحبّ بنفس الطريقة وأن نفرط بعشق ذواتنا لدرجة أنّه عندما تنتقل أرواحنا عبر الأجيال والأجساد الأخرى ينتقل معها الحبّ عبر الزمن، بالمختصر أريد أن نكون وسيلة لنقل الحبّ. 
وبِحُبِّكَ يا ملاكي الأبيض: 
تحولت روحي إلى فراشة خضراء تطير عبر الفضاء ترقص الباليه على حبات المطر، تجاوزت الزمان والمكان أصبحت في العالم الموازي، العالم الّذي سيحتضن حبّنا وسيقتلُ بؤسنا وكلّ بؤس العالم وسيثبت لفان جوخ أن البؤس ممكن أن ينتهي إذا تعاطينا الحبّ والموسيقا والفنّ وعبّرنا الزمن متحابين قاضين على الشّر وكلّ الغرائز الوحشية التي تسكن النفس البشرية. 
لأنني أحبّك: ملامحي تحولت إلى نجوم وعيوني إلى مجرتين تحتضنك أنت فقط ،قلبي تحول إلى بلوتو صغير يجمع تحت سمائه العاشقين، وصارت نفسي بستان زهور تنبتُ بالأمل والحياة. 
لأنني أحبّك:
أصبحتُ أنا أنت وأصبحت روحي مجرة سعادة.
في محراب غيابكَ سأصلي صلاة العاشقين وأتضرع إلى الله أن يجمعني بكَ.