شبكة سورية الحدث


هو وقهوتي بقلم الكاتبة جودي محمود جولاق

هو وقهوتي بقلم الكاتبة جودي محمود جولاق

//هو وقهوتي//
بينما كُنتُ جالِسةً مع جدّتي نحستي مشروبي المُفضّل "القهوة" باللاشعورِ سافرت بأفكاري شارِدةَ الذّهن ..وإذ تُطبطب جدّتي على كتفي قائلةً:هل أنتِ على ما يُرامٍ صغيرتي؟ 
أجبتُها:أجل...أجل.
ومن ثُمّ قالت لي: لكُلِّ شاردٍ قلبٌ يحنُّ ياحلوتي.... ضحكتُ خجلًا ..تحادثنا قليلاً ثمّ عُدّت إلى المنزل.
أعددّت فنجاناً آخراً من القهوة وجلست،في تلك اللّحظات الّتي أبحرت فيها مع أفكاري شروداً منذُ قليلٍ غرقتُ بينَ الذّكرة والخيال! .
تذكّرْتُ كيفَ كنت تغضبُ مني بشكلٍ دائمٍ لأني أُكثرُ من شُربِ القهوة، قبل فُراقِنانا بأيّامٍ قليلةٍ تواعدنا أن نحتسي القهوة معاً لكنّك هجرتني دون أن تفي لي بوعدِكَ ..حتّى بهذا الوعدِ البسيطِ أخلفت!
أخذني الشّرود إليكَ مرّةً أُخرى ... ارتسمَ لي مشهدٌ في مُخيّلتي كُنّا نجلسُ على شُرفةِ منزلٍ مُتّكئانِ على بعضنا البعض... نحستي فُنجانين من القهوة سويّةً وقِطعتَا التّحلية شفتيك.. أجل سُكّرهُما تحليَتي! إنّها الحلوى المُفضّلة خاصّتي ،مرّ وقتٌ طويلٌ لم أتذوّقُ هذا السُّكر .. أتدري كم هذا صعبٌ على فتاةٍ مثلي مُدمنةَ سكرّ؟
كانت دقائقًا من الشّرودِ مليئةً باللّذةِ والنّشوة! أوه قهوتي قد برُدَت، أصبحت باردةً كردودَك كاهتمامك تماما! لا أحد منّا يُحبُّ القهوة.. الاهتمام.. الرّدود باردة!
طلبت من أُمّي إعدادَ فنجاناً جديداً لي، شربتهُ مباشرةً كان ساخناً شهيّاً أنتَ تتحول إلى شخص ملئٍ بالدّفءِ والحيوية عندما أجاوركَ كهذا الفُنجان ،لماذا تتناقض هكذا؟
أيُصبِحُ ما تجسّد في خيالي منذُ لحظاتٍ واقعاً؟ هل أتجرّعُ من سُكّرِ شفتيك مٌجدّدًا ؟ أتُنفّذُ هذا الوعدِ البسيط؟
أوجِّهُ سؤالي لكَ بأُُغنيةٍ: "فاضي شويّة نشرب قهوة فحتّة بعيدة"؟
#جودي_محمود_جولاق

التاريخ - 2021-04-18 9:19 PM المشاهدات 890

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا