الحدث ... هيثم_علي.
تحتل القطايف مكانة متميزة وراسخة منذ عهد طويل مضى على مائدة رمضان بعد طعام الإفطار، إذ تعتبر القطايف ملكة حلويات رمضان في "حوران"، التي تظهر خصيصاً في مثل هذا الشهر ضمن أنواع الحلويات، حيث تنافس بشدة عدداً من الحلويات الرمضانية التي يزداد الطلب عليها مثل الكنافة والعوامة والمشبك وقمر الدين.
اختارت شهر رمضان فقط دون باقي أشهر العام لترتبط باسمه. ترى الصائمين يتوافدون على بائع القطايف بأعداد كبيرة رغم أنها لا تكاد تخلو منطقة أو شارع أو حتى حارة من بائع للقطايف، حيث يخرج فرنه في الشارع أمام المحل ويمسك بآلة صنع القطايف ويتفنن بصناعة أنواعها المتعددة.
محمد حمادي أحد الذين التقيناهم وهم يشترون القطايف يقول عنها: القطايف من أشهر حلويات رمضان والتي يزداد الطلب عليها خصيصاً في مثل هذا الشهر الفضيل ضمن حلويات رمضان، اعتدنا تناولها بعد الإفطار، حيث تجتمع الأسرة في أجواء رمضانية لا تتكرر في الأيام العادية، تقوم والدتي بعد الإفطار برفقة إخوتي بأعداد القطايف وبعدة أنواع منها بالقشطة والجبنة والجوز.
ولأن صناعة الحلويات مهنة لها تقاليدها الخاصة في حوران استوقفنا السيد علي رسلان أحد صناع الكار في السوق وخبير بأصول صناعة القطايف حدثنا عن طريقة صنع القطايف فيقول: القطايف نوع من الحلوى أحياناً، وأكلة أحياناً أخرى حسب المادة المحشوة بها هذه العجينة الدائرية الشكل، وتقدم القطايف غالباً محشوة بالمكسرات والزبيب وجوز الهند، والقطايف في حوران عدة أنواع القطايف المحشوة بالمكسرات والمحشوة بالقشدة والمحشوة بالجبنة، ومنها العصافيري والحمام. والفرق بينهما فقط في الحجم فقطايف الحمام أكبر حجماً من العصافيري، وبالنسبة للمحلات المتخصصة في الحلويات فإنها تستعد في شهر رمضان تحديداً بأنواع وأشكال مختلفة من القطايف، حيث يعتمدون عليها كمصدر ربح رئيسي في هذا الشهر لزيادة الإقبال عليها، وتقدمها الأسر الحورانية هدايا في الزيارات العائلية.
وعن طريق صناعتها ومكوناتها يقول علي رسلان: تتكون عجنة القطايف من عدة أنواع منها الطحين- السكر- كروان- حليب ناشف- ماء ورد- خميرة- ماء عادي، يتم عجنها بطحين "الزيرو"، ثم خلطها على مكنة لتصبح بشكل سائل مثل اللبن الرائب، يتم وضعها على شكل دوائر نصف سميكة على الفرن الدائري حتى تستوي في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، ويباع معها القشطة والقطر والفستق الحلبي.
السيدة هناء الحاج علي ام محمد حدثتنا عن طريقة صناعتها في المنزل بالقول: بعد شراء العجينة ومستلزماتها من البائع نقوم بحشوها كل حسب رغبته منها في القشطة- أو الجبنة- أو الجوز، ثم نقوم بثنيها لتأخذ شكل هلال صغير، في مكان آخر نكون قد حضرنا الزيت في إناء، وبعد غلي الزيت يتم قلي القطايف فيه، ويحبذ أن تسخن المقلاة جيداً، ويفضل أن تكون من الحديد السميك في "القعر" لتحمل الحرارة العالية، وننتظر على حبات القطايف إلى أن تحمر من جهة واحدة فقط، أو حتى تصبح ذهبية اللون، ثم نضعها في القطر وهي ساخنة. عند وضع الخليط في المقلاة تظهر فقاعات داخل القرص، وهذا دليل على نجاح عملية التخمر، ويجب المحافظة على درجة الحرارة، بحيث لا تطهى سريعاً من أسفل وتبقى سائلة من أعلى، أو تكون الحرارة منخفضة بحيث يتسع القرص ولا يتم طهوه. بعدها توضع ساخنة في قدر من "القطر"، ثم ترفع منه بعد أن تتشربه ثم يتم تزيينيها بالفستق المطحون، وتقدم بالعادة ساخنة بعد الإفطار، والبعض يضع عليها القليل من مسحوق القرفة، وهناك من يشويها على الغاز، وتقدم بعدها في السهرات كأحد أهم أنواع الحلوى بعد تناول طعام الإفطار فالقطايف أكلة رمضانية 100%.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا