سورية الحدث
" قضيتُ العمرَ أُرمِّمُ شقوقَ جدرانه ، و أواجِهُ لوحدي جيوشاً في ميدانٍ لا أملِكُ فيهِ سلاحاً أو جنود "
من الصعبِ أن أشرحَ لكَ ماذا يفعلُ العجزُ بك ، العجزُ من إجاباتك على كلمة " لماذا"، و العجزُ من إيجادِ حلولٍ أو تفسيرٍ لِمَ يحدث ، و العجزُ عندما ترى كُلٌّ يمشي أميالاً و أنتَ ما زِلتَ تحاول و تحاول و تجاهدُ و تقاتل و تُدمى و تقاوم فقط لأنّكََ تُحاولُ أن تمشي خطوتك الأولى ، و ليسَ من باب تقصيرٍ أو إهمالٍ حاشاك!
من بابِ أن أقدامك تأخّرت لنمت و عقلك تأخّر لاستيعاب مجالاتِ الحياة الاعتيادية التي يتسابقون عليها ، كان مخنوقاً بدموعٍ مغموراً بألمٍ كُتِبَ عليه و قُدّر له ، يحلُمُ بأقسى ما قد يمرُّون به في سباقهم و بوقوعٍ يليه قيام ، لقد مَلَّ الوقوع ! صارَ لونُ قلبك من لونِ التّرُابِ فمن تتالي الانتكاسات و ثقل الحملِ التصَق بالأرضِ التصاقَ الصخرِ بالغبراء .
تخيَّل ! ثلاثُ جولاتٍ
-الجولةُ الأولى من ميدانك -
خَمّن ! وحدَكَ ضدَ الجنود كلُّها ، مُتعبٌ عاجزٌ مكسورٌ مُنهَك ، خمّن ماذا يأتيك ، رُمحٌ ، سهمٌ أم سيف..
و توالوا عليكَ كُلّهم ..
و مع ذلك مطلوبٌ منكَ أن تواجهَ في الجولتين القادمتين
-الجولةُ الثانية -
تُسحَبُ الجيوش و تعودُ أدراجها أتظُنُّها هزيمةٌ لهم و انتصارٌ لك؟
يُقاطِعُ ظنك الساذج تشييدَ مشنقةٍ في منتصفِ الساحة
تأتي فتاةٌ صغيرةٌ شقراءَ نحيلة ! تُسمّيها ذكرياتُك
و رجلٌ ضخمٌ طيِّب تعرفه جيداً ! إنّه صبرك ..
و يُشنقُ الاثنان أمامك ..
و تتصاعدُ ضحكاتُ الجنودِ و الجمهور
و من الفاجعةِ لا يرِّفُ لكَ جفنٌ ، أينَ العدلُ في هذا إذاً !
تتمنّى انتهاء حلزونية الموقف المشؤومة ..
- الجولةُ الثالثة -
سَتُقتَل ، إنَّه لأهونُ عليك ، و الأهونُ عليكَ بعيداَ كل البعدِ عن احتمالاتهم .. يتّخذون قرارَ إعادةِ الكرّة !أي أن الجولة الثالثة هيَ تكرارُ ما قبلها !
و لا تنتهي الحلزونية.. مأساتك هيَ أمرٌ لا نهائيٌّ محكومٌ عليك
و كُلُّ ذلك و غيرهُ أصفهُ لكَ مَيْدَ مُحاولةِ شرحٍ مبسّط لمَ أشعر و كيفَ تمشي حياةٌ كهذه التي أعيشها
و من الجديرِ بالذكر أنّي و للمرّة الفريدة أشعرُ أن دمعي أبدعَ بمَ كتَب .
#هَوى
هيا سمير خاشوق
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا