|| وقعتُ سهواً ||
_وكيفَ أحببتِه، هل قصدّتيهِ حُبّاً؟
_صدّقيني لا،لم أكُن أنويهِ عِشقاُ وقَعْتُ بهِ سهواً.
كانت قناعتي ألّا أُحبّ أحداً،وأن الحياةَ لاتستحقُّ أيّ مُجاذفةٍ تحتَ مُسمّى "الحُب".
بدايةً رأيتُهُ يُشبهني فأردّتُ الاقترابَ مِنهُ لا أكثر.
رأيتُ داخِلَ هذا الشّخصِ الضّاحك عُصفوراً حزيناً مكسورَ الجناحين.
رأيتُ داخِلَ ذاكَ الرّجُل صعبَ الطّباعِ طفلاً بريئاُ،أحببْتُ جذورَهُ لا الزّهورَ الّتي يراها الجميع.
وجدّتهُ مُتألّماً مُنعزِلاً مثلما تألّمْتُ وانعزلْتُ سابِقاً،فراودني الفُضولُ حول ما يدور داخلهُ، وددّت أن أُداويهِ رُغمَ خِدشِ يداي.
رُحْتُ مُتعمّقةٍ بذاكَ الطّفل الّذي يَسكُنُه لم أتعمّق به فقط!
ما جرى أنّ يوماً بعدَ يومٍ أصبح هو أهمّ جزءٍ في حياتي ومن ثُمّ صارَ حياتي كُلّها، شيءٌ ما شدّني إليهِ إلى هاويةٍ وأنا لا حيلةَ لي رحّبْتُ بهذا السّقوط.
_هل أحبّكِ بهذا العُمق؟
_لا أدري، لكنّهُ كلُّ أمنياتي أردّتهُ حدَّ التّملُّك، لديّ رغبةٌ جامحةٌ أن أتعشعش في خافقهِ، عقله، جميعَ حواسِهِ.
_صدّقيني أحببته حُبّاً باخِعاً.
_صدّقيني لم أقصِدهُ عِشقاً ،لكن حدثَ وعشِقت،غرقتُ في بحرِهِ ولا عادَ العومُ يُفيد.
#جودي-محمود-جولاق
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا