شبكة سورية الحدث


‏الرابع من أيار‏

‏الرابع من أيار‏

سورية الحدث _ خاص 

في الرابعِ من أيار وأخيراً
قررتُ أن أصيرَ في الهوى
أسيرة
قررتُ أن أصير مجنونة قيس
وأن أحتوي بين أضلعي
"جائحة ليلى"

قررتُ أن أصيرَ كجولييت
أميرة
سلطانة
مليكةً للحب ومرجانة
أتغاوى بمملكةٍ
أسوارها أنت
شعبها أنت
صولجانها أنت
مملكة لا تحوي شيئاً
لا يحويكَ أنت

الآن وفي الرابع من أيار
لا أذكر أني مسبقاً تهورت
كمثلِ تهوّراليوم
لا أذكر أني مسبقاً وسقطت طلوعاً
كمثل تحليقِ اليوم
لا أذكر أني نزفت اعترافاً
كمثلِ حادثةِ اليوم

في هذهِ الليلة
قررتُ أن أُمارس فنون التّشكيل
والترتيب والتركيب
لأُعيد هندسةَ ما قد مضى من عمري دونكَ
لأُعيد أنهاري المضرجة بالعطش
إلى مجاريها
و دموعي إلى نهرِ النيل
ونبضاتي إلى نهدٍ أسمرٍ أيسر

في هذه الليلة
لن أتعب من ممارستي الحياكة
لم تعد تغريني الملاءات الأجنبية المستوردة
أريد شراشفٌ لا تعرف التعب
ووسائدٌ لا تهاب فك شفرة حديث المقل
أريدها متأقلمة مع الضجيج
مع ريح العناق واعتناق السهر

في هذه الليلة
قررتُ أن أتجرّد من كل شيء
يعيق جموح ثمالتي
يعيق جنون تمرّدي
من كل شيء يثير طفولتي
ويعيدني في قيد لحظة
إلى مضغة لا تعرف أحمر
شفاهٍ أو كأس خمر

في هذه الليلة
قررت أن أهبك جواز السفر
وأن أمنحك خريطتي
من شمال رأسٍ
حتّى أخمص الأصابع
جنوباً
قررت أن أهبك الحريّة
في منفى لا يتعدّى
مساحة خاصرة!
بطول ذراعٍ نحيلة
وعمق منفضة..!

أعدك بأني سأركن الشعر
والنثر والخطابة جانباً
سألوي عنق البُعد
وأُهشّم ركبتيه وساعديه
حتّى يصيرَ عاجزاً
عن الوصول مشياً،
ركضاً أو حتى زحفاً إلينا

لا تكتفي بالنّظر لي والتّحديق مطولاً
ارفع سقفَ اكتفائك قليلاً
فأنا يا سيدي أنثى
أشبعت رغائبها
أشعلت ثوراتها
أقامت مجازراً ومحافلاً ومذابحاً
بالـ(صمت)

تحرر من عقدةِ البوح هذه
أعدُك
بأن مذاق الحروف
لا يُنسى أبداً...
___
بتول ابراهيم داؤد

التاريخ - 2021-05-07 12:04 PM المشاهدات 362

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا