أكد المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية ماهر حجار أن سورية تخوض حربا ضد قوى خارجية عربية وإقليمية ودولية تريد استهداف الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه.
وفي مقابلة أجرتها معه الليلة الماضية قناة الإخبارية السورية حول بيانه الانتخابي الذي أعلنه أمس.. قال حجار: "إن القضايا المطروحة هي قضايا عامة وكبرى تهم الشعب السوري بالمطلق وتهدد وجوده ووجود الدولة السورية ولذلك جاء قراري بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية في هذه الظروف بعد استقراء للواقع السياسي الموجود في سورية عربيا وإقليميا ودوليا فالشعب يحتاج إلى خط سياسي جديد ورؤية سياسية جديدة ومفهوم جديد في العلاقات السياسية".
وأضاف حجار.. "إن أحد أسباب ترشحي هو الإرهاب الذي تتعرض له سورية لأن الشعب السوري بحاجة لقضايا أكبر من قضية شخصية فلست مغنيا ونجما سينمائيا لكي أهتم بالجانب الشخصي بل أطرح قضايا سياسية تهم المجتمع السوري وأنا لم أقدم نفسي كمرشح باسم عائلة أو حزب بل باسم الشعب السوري فلا بد أن يتقدم أحد ويقول كفى لكل ما يحدث في سورية من القتل المجاني والدم والدمار والخراب".
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في سورية اعتبر حجار.."أن جوهر المشكلة الاقتصادية في سورية هو السياسات الاقتصادية المتبعة منذ منتصف التسعينيات القائمة على سياسة المذهب الاقتصادي الميركانتيلي الذي ساد بأوروبا في الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر والقائم على أساس أن سرد المال هو الذي يأتي بالمال".
وقال حجار.."إن المبدأ الذي تفكر به الحكومات الحالية والسابقة بأنه لا يمكن لسورية أن تحيا من دون استثمارات خارجية مبدأ خاطئ لأن تاريخ سورية عكس ذلك فعندما لم يكن يوجد دولار واحد في المصرف المركزي كانت تقام مشاريع استثمارية في الثمانينات ولم يكن المواطن يشكو شيئا ولكن الوضع اليوم أسوأ بكثير من أن يشرح وبات المواطن بين مطرقة الإرهاب والقوى التي لا تريد الخير للشعب السوري وسندان السياسات الحكومية الرديئة".
وفيما يتعلق بمبدأ العدالة الاجتماعية وكيفية تحقيقه قال حجار .."إن الدولة السورية وطنية لم يحكمها في تاريخها نظام غير وطني وهذا ما يميزها عن جميع دول المنطقة موضحا أن هناك مهام وطنية كبرى تتعلق باستقلالية القرار السياسي وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وذلك لا يكون إلا من خلال التوزيع العادل للثروة ومحاربة الفساد والتوزيع العادل للعلاقة بين الأجور والأرباح".
وتابع حجار.. إنه لا يمكن بناء دولة قوية إلا بإقامة مشاريع صناعية وإعادة إعمار عملاقة لأنها حاجة للشعب السوري وحاجة لتشغيل العاطلين عن العمل داعيا إلى محاربة الفساد واجتثاثه من جذوره.
وأوضح حجار أن كل القوى الداخلية والخارجية المشتركة في الحرب على الشعب السوري كانت السبب في تهجير السوريين من منازلهم مشددا على أن كل السوريين متضررون من الإرهاب وأن الحل لا يكون إلا عبر توحدهم ضد الإرهاب وقيام عملية سياسية كبرى فيما بينهم تحل كل قضاياهم.
وكان المرشح حجار أعلن في وقت سابق اليوم برنامجه الانتخابي الذي حدد فيه ملامح مستقبل سورية الأساسية كما يراها والتي "لن يدخر جهدا في العمل مع القوى الفاعلة في المجتمع باتجاه تحقيقها".
وقال حجار في مقدمة برنامجه الانتخابي الذي تلقت سانا نسخة منه.. أقدم لكم يا أبناء شعبنا العربي السوري برنامجي الانتخابي "بصفتكم مالكي السيادة ومصدر جميع السلطات حيث السيادة من الشعب وبالشعب وللشعب يفوض بها من يشاء وفقا لإرادته التي لا يعلو عليها سوى إرادة الله".
وتركز البرنامج الانتخابي للمرشح حجار على الصعيد الدولي بالعمل على بناء أوثق العلاقات مع الدول التي تستند في علاقاتها الدولية على احترام القانون الدولي والقيم الخالدة للبشرية وفي مقدمتها دول البريكس ومعاهدة شنغهاي والدول المعبرة عن إرادة شعوبها في الإخاء والتعاون بين الشعوب وصون الأمن والسلم الدوليين.
وتضمن البرنامج أيضا سعيه لتمتين العلاقات مع حركات التحرر الوطني والاجتماعي في العالم من أجل تشكيل إطار سياسي جامع يمثل قطب الشعوب في مواجهة القطب الامبريالي-الصهيوني الذي أرهق البشرية بالحروب والقتل والخراب والدمار لتكون دمشق أحد المراكز الأساسية لهذا القطب إضافة إلى العمل بحزم على إفشال مخططات القطب الإمبريالي العدوانية على الشعوب والتي تشكل أهم ركائز استمرار هيمنته لتكون أزمته البنيوية المستعصية نهاية لدوره وسيطرته.
وعلى الصعيد العربي والإقليمي تعهد المرشح حجار بإعادة صياغة مشروع حركة التحرر الوطني العربية المستند إلى "القطيعة الكاملة مع المشروع الإمبريالي-الصهيوني في المنطقة والقطيعة الكاملة مع الأنظمة العربية الرجعية العميلة والعمل على إسقاطها وبناء أنظمة وطنية ديمقراطية علمانية تستجيب لإرادة الشعب العربي" يمارس فيها الكادحون العرب دورهم الرقابي على أجهزة السلطة المختلفة بحيث يتم إطلاق طاقات الشعب العربي.
وأكد حجار أن إعادة صياغة مشروع حركة التحرر الوطني العربية تستند أيضا إلى "إنجاز أقصى ما يمكن إنجازه عربيا من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على أراضي 1967 وضمان حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم كمقدمة لنسف المشروع الصهيوني-العنصري وبناء دولة علمانية ديمقراطية على كامل تراب فلسطين التاريخية ودعم المقاومات في فلسطين ولبنان بكل الإمكانيات المتاحة سياسيا وعسكريا" إضافة إلى "بناء صيغ تكفل التضامن الكامل في إطار العمل العربي المشترك لتحقيق مصالح الكادحين في أعمق عدالة اجتماعية وتحقيق الانتقال التاريخي المطلوب الى مهام وطنية اجتماعية".
وشدد الحجار على اعتبار الموقف من القضية الفلسطينية ومعاداة المشروع الإمبريالي الأميركي-الصهيوني في المنطقة هو المعيار الأساس الذي على أساسه تبنى مواقف حركة التحرر الوطني العربية من مختلف دول الإقليم وقواه السياسية واعتبار أن المشروع الوحدوي النهضوي العربي يرتبط أساسا بالتقدم في طريقي بناء دول ديمقراطية علمانية تعبر عن مصالح الغالبية العظمى من مواطنيها.
وعلى الصعيد السوري تمحور برنامج المرشح حجار على ثلاثة جوانب "وطنيا" و"اقتصاديا واجتماعيا" و"سورية بلا دماء ودمار وتخريب".
ففي الجانب الوطني تركز البرنامج الانتخابي للمرشح حجار على "التشبث بإرث السياسة الوطنية السورية وتطويرها باتجاه تحقيق المهام الوطنية المستجدة وقيام الدولة السورية بدور القاطرة لحركة التحرر الوطني العربية وبناء الدولة القوية العلمانية القادرة على القيام بالمهام الوطنية والاقتصادية والاجتماعية التي يتطلبها الشعب".
أما في الجانب الاقتصادي والاجتماعي فقد تعهد المرشح حجار بالعمل على بناء نموذج اقتصادي اجتماعي جديد يستند إلى تحقيق أعلى نمو ممكن وأعمق عدالة اجتماعية ورفع عائدية رأس المال في الاقتصاد السوري بالاعتماد على مزاياه المطلقة وزيادة فعالية وكفاءة المزايا النسبية له والعمل على اعتماد أكبر تراكم ممكن في استثمارات الدولة واعتماد خطة خمسية تستهدف معدلات نمو استثنائية قادرة على إنجاز إعادة الاعمار وبناء اقتصاد مقاوم قادر على التصدي لمهام الدولة الوطنية والاجتماعية.
ولبناء هذا النموذج الاقتصادي والاجتماعي الجديد تعهد حجار بحل مشكلة الفقر عبر زيادات جدية للأجور على حساب الأرباح التي تكدس من عرق الكادحين وبما يحقق حدا معقولا من العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة وحل مشكلة البطالة والسكن عبر مشاريع استثمارية عملاقة تقوم بها الدولة وزيادة حجم الدولة في الاقتصاد وتحويل سورية إلى ورشة عمل وبناء باعتماد مبدأ تكافؤ الفرص.
وأكد سعيه إلى اجتثاث الفساد في الدولة والمجتمع من جذوره وإعادة ما تم نهبه من عرق الشعب السوري وتحويله للمساهمة في زيادة نمو الناتج الوطني الإجمالي وتأمين الدعم لاحتياجات الشعب وإصلاح الخلل الهيكلي في الاقتصاد السوري والاعتماد على قطاعات الانتاج الحقيقية "صناعة.. زراعة.. بناء" على أساس التكامل بينها وتغيير السياستين النقدية والمالية الحاليتين بشكل جذري وشامل واعتماد سياسة جديدة تعيد سعر صرف الليرة السورية إلى مستواه الحقيقي ووقف التضخم المفتعل.
وفي الجانب الذي "يتحدث فيه عن سورية بلا دماء ودمار وتخريب" أوضح المرشح حجار أنه "سيعمل على الوصول لعفو عام يطوي صفحة الثلاث سنوات الماضية والضرب بيد من حديد على كل من يتجرأ على سيادة الدولة السورية وقوانينها وتقاليد العمل السياسي المتمدن" و"اعتبار كل من سقط من أجل قضية نبيلة شهيدا وتعاطي الدولة مع أسرته على هذا الاعتبار معنويا وماديا".
وتضمنت فقرات هذا الجانب أيضا "التأكيد على أن الدولة هي الراعية لكل مواطنيها وتحملها مسؤولياتها الكاملة في إعادة اعمار كل ما تهدم وتخرب وبأفضل مما كان عليه واستمرار تحمل الدولة مسؤولياتها الكاملة في رعاية المهجرين والمتضررين وإشراكهم في عملية إعمار الدولة وبناها التحتية وإعادة بناء مساكنهم ومدارسهم ومشافيهم وتوحيد بوصلة السوريين ضد عدوهم الحقيقي الأميركي الصهيوني الرجعي العربي من أجل بناء دولة قوية مهابة يعيش فيها أبناؤها بأمن وكرامة وينعم أطفالهم بمستقبل مشرق".
وكان المرشحون إلى منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية وهم السادة ماهر عبد الحفيظ حجار والدكتور حسان عبد الله النوري والدكتور بشار حافظ الأسد بدؤوا حملاتهم الانتخابية بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية العليا في العاشر من الشهر الجاري أسماءهم ضمن القائمة النهائية للمقبول ترشحهم إلى منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية.
وسيجري انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية وفق ما أعلنه مجلس الشعب للمواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية فى السفارات السورية يوم الاربعاء 28 أيار 2014 بدءا من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء حسب التوقيت المحلي للمدينة التي توجد فيها السفارة فيما يجري للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء الواقع في 3 حزيران 2014 بدءا من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء.
التاريخ - 2014-05-14 4:52 AM المشاهدات 1246
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا