شبكة سورية الحدث


جامعة دمشق تعود لنشر جمالها العلمي بإزالة عوامل التخلف

جامعة دمشق تعود لنشر جمالها العلمي بإزالة عوامل التخلف


سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري  


حين تدخل إلى أي مكان في العالم وتسعى لمعرفة القيم الحضارية في تلك البلدان، يرنو طرف عينك بالبداية إلى المؤسسات التعليمية الأكاديمية لتتعرف على مدى تقدم وحضارة تلك الشعوب بالعقل التنويري، والسلوك التربوي الأخلاقي الذي من شأنه المحافظة على القيم الجمالية للمكان المرتبط أصلاً وفعلاً في الانتماء الوطني...عندها تتكون الصورة المشرقة بعد مشاهدة جامعاتها وأبنيتها وقاعاتها وأساتذتها وطرق ونهج التعليم فيها، وعلاقة الطلاب بالأساتذة ونسب النجاح والتفوق والأبحاث والدراسات التي تعمل الجامعة على نشرها مساهمة منها في زرع روح التنمية والتطور في قلب طلابها ليتخرجوا منها فاعلين ومنفعلين في مواجهة الحياة المستقبلية بإرادة وقانون أخلاقي ناظم لسلوك الطالب ويتحول إلى عامل ذو قيمة علمية يساهم بصنع القرار التنموي...
لعل جمال المكان في الجامعات ينعكس سلباً أم إيجاباً على حالة النفسية والارتباط العضوي بالجامعة، كأن نقول جامعة دمشق التي تعد من الجامعات الهامة في التاريخ المعاصر هي من أغنت المحتوى العلمي والأكاديمي بمجموعة من العلماء والفلاسفة والباحثين في مجالات الحياة كافة، وما نشاهده من تطور علمي تقني في العالم يعود فضله للجامعة طبعاً في أي بلد فما بالنا في جامعة دمشق....دمشق العاصمة الأقدم في العالم المأهولة بالسكان...إذاً نحن أمام مشهد يستحق الوقوف عنده من جوانب عديدة:
أن عوامل الأزمة السورية وما تركته من مخلفات في السلوك والمسلك وفرض هيمنة الشرور في الطريقة والتعامل، وزيادة نسبة البطالة وانتشار الفساد المنظم في المجال الإداري والاقتصادي والسياسي، وزرع الأحقاد بين الفئات المجتمعية، جراء فعل الإرهاب والإرهابيين، ومساعدة التجار ومتحكمين بالسوق المحلية في زيادة أسعار متطلبات الحياة من جهات متنوعة ومتعددة، وربطها في مستوى دخل الفرد الذي بات في حالة فقر غير مسبوقة في العالم، وشرعنة التسول تحت ذرائع مختلفة منها داخلية وخارجية وبالنهاية تعود إلى قيم الحياة الجمالية للإنسان...كل تلك الأسباب وغيرها الكثير الكثير ...جعلنا نتأمل في أهم مؤسسة يمكن أن تنهض بالشعب أخلاقياً وتربوياً وعلمياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً وأكثر من ذلك أيضاً... ألا وهي الجامعة ...فهي المحطة الوجدانية التي يجب أن لا يدخلها شائبة مهما جرى بالبلد من إشكاليات...
ولكن:
قبل أيام قليلة كنا نمر من حرم الجامعة ويدخل في خلدنا العلماء الكبار الذين وضعوا أسس علمية في تاريخنا المعاصر ولا أريد أن أدخل بالأسماء فهم كثر وأخاف أن يسلو من ذاكرتي أسماء هامة منهم وأقع في مطب لا أرغب به...ولكن من المعلوم أن أساتذة جامعة دمشق وضعوا مناهج ونظريات علمية وقدموا أبحاث ودراسات وخرجوا طلاب شكلوا عوامل إصلاح لشعوب العالم ولكن لم تستفيد منها سورية كما استفاد منهم العالم....نعم نمر من حرم الجامعة لنشاهد المناظر المقززة الناقلة صورة التخلف والفساد من البسطات والأكشاك والمحلات التي ما أتى بها من سلطان وهي بالمجمل تتبع لجهات معينة لا ندخل في تفاصيلها فالشيطان لنا بالمرصاد، عدا عن الروائح والازدحام وطرق المرور والمخالفات الأخلاقية والمرورية وووالخ..
وبعد:
حين ترغب الإدارة بالإصلاح لا يقف بطريقها إلا عوامل نجاح...الاستاذ الدكتور يسار عابدين رئيس جامعة دمشق وفي لحظة انتمائية لوطنه وجامعته وعلمه، اتخذ قراراً جريئاً ونزل بنفسه إلى الشارع وقام بفعل ما لم يفعله غيره، بحيث قام باتخاذ الإجراءات المناسبة لتعمل خلال أيام قليلة محافظة دمشق وتعيد ألق جامعة دمشق إلى تاريخها وذاكرتنا المتألقة من خلال تطبيق مبدأ الأمل بالعمل... وجعل حرم الجامعة يعيش أملاً في تطلعه نحو المستقبل العلمي المشرق.
 العمل: 
نفذت محافظة دمشق يوماً تطوعياً خدمياً بالتعاون مع المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية ولجان الأحياء، وتضمنت الأعمال تأهيل وصيانة للأرصفة والطرقات وأجهزة الإنارة وإزالة للإشغالات وترحيل الأتربة وزراعة الأشجار والنباتات وتنظيف وتعشيب الحدائق والساحات العامة وأعمال شطف للشوارع وحملات نظافة وإزالة للملصقات الإعلانية الجدارية في مختلف أحياء المدينة.
وشملت الأعمال مناطق عدة بادئة في كل محيط جامعة دمشق_ ركن الدين_ مساكن برزة_ باب توما_ القدم_ ساروجة_ مقابل كراجات العباسيين_ ساحة المحافظة_ المزة الغربية_ الشاغور_ كفرسوسة_ المزة فيلات شرقية_ باب الجابية _ حي باب سريجة _ حي القنوات_ حي السويقة _ ابن عساكر_  نهر عيشة"، تحت شعار /بدأنا العمل لنعزز الأمل/...
الأمل:
لابد من النهوض بالجامعة علمياً وتربوياً ومنجياً والاستفادة من الأبحاث التطبيقية في تحقيق التنمية بربط الدراسات العليا وما تقدمه الجامعة في خدمة صناع القرار للنهوض بسورية تنموياً واقتصادياً، بعد أن حققت سورية في العديد من المؤتمرات العلمية تفوقاً في أبحاثها ودراساتها ولكنها للأسف تبقى دفينة الأدراج لا يأخذها صناع القرار لغاية في نفس يعقوب...
أخيراً من يعمل يستحق التقدير ولهذا لابد لكل ناطق بالضاد نهل من علوم الجامعة وما زال والذي درس بها وإلى كل مثقف ومتعلم وإلى مواطن سوري يعشق تراب وطنه أن يتقدم بالشكر إلى الأيادي التي قامت بهذا الصنيع الطيب في حماية الجامعة وحرمها وزرع الألق بها مجددا لتعود بدورها في نشر التنوير والعقل والعلم والمعرفة والجمال...وحين نشكر الأهم هو من كان صاحب القرار الجريء في زمن الليل الحالك من الخفافيش المعوقات...وهو رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور يسار عابدين ...الساعي إلى التنمية والتطوير علمياً وإدارياً وأخلاقياً وقيمياً وطنياً فإننا نزرع الأمل فيما قام به من عمل... آملاً أن ينشر ثقافة العمل منهجا وتدريساً وسلوكاً وإدارة ويعم قراره الجريء ليشمل جميع فروع الجامعة في المحافظات السورية لتكون الجامعة هي المنارة العلمية الوحيدة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

التاريخ - 2021-06-28 7:00 AM المشاهدات 1416

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا