صك الغفران
تشلُّ أنفاسي والدّربُ طويلٌ ..
لكنّنِي أمضِي.. فاتركني أقطعُ الّليلَ الطويلَ وحدي ..
اتركني أُواجهُ عواءَ الذئابِ وخيالَ الأشباح والقُبورَ ..
وأسنانَ الوحوشِ النساءَ المعمّراتِ ..
لمَ تريدُ أن تُدخلنِي في كلّ هذا الظّلام لشهورٍ طوال ..
أرجوكَ خُذْ ما تشاءُ ودعنِي للموتِ الرّهيبِ ..
دعنِي أُواجهُ بئسَ المصير ..
دعنِي أصيحُ وخُذْ ماتشاء..
أنا طفلةٌ محروقةُ الأصابعِ..
لماذا سيّدي؟ لماذا أعيشُ الحياةَ تهريباً للمَنيّات!!
وتزويراً للحقائقِ وللحياةِ ..
تُسبّ الظّفائِر والتّنانير وحينَ يحلّ المساءُ تراهم يتخفّون فيها .. بل يعبدونها ويصلّون لها ..
يمزّقُهُم تناقضُهُم .. تُكبّلهم الازدواجيةُ احساساً وتفكيراً وتقويل ..
هه سيّدي أرجوكَ لاتُناقش أنت!َ .
فهنا ناقصاتُ عقلٍ ودين..
ولكنْ أخبرنِي مِن خلفِ السّتارِ ..
ما الّذي يغرّكَ بي؟ .
تعالَ سأنزعهُ لكَ اغتَصِبهُ وحاورهُ وفسّر لهُ موقفكَ منه ..
أمّا عنّي فسأنزعُ عباءتي وأخرجُ بما تبقّى من لحمِي وأعصابِي
فقط أعطِني صكّ الغفران ..
دعنِي أركُضُ بجسَدي وصوتِي وعقلِي ولُغَتِي ودفاترِي وأقلامِي أركضُ وأنا مجردةٌ من غرائزِكَ ومفاتِني ..
فإذا بجدّتِي تسحبني ..
أنِ اصمُتِي .. ماذا تقولينَ؟ عمَّ تتكلّمينَ؟.. جسدكِ وحرّيتكِ؟!!
ماهذا الهراءُ؟ وما تلكَ الأقاويل؟
كيف هانَ عليكِ جسَدكِ؟
وعن أيّ حبرٍ حرٍ تتكلّمين!! كيفَ سيكتبُ الحبرُ عنِ الإقطاعِ والظلم زواجاً وملكَ يمين؟
كيفَ ستقومُ دولةُ النّساءِ وحُبرُها ممزوجٌ بالذّلّ والهوان؟
لن يغيّر حبرها شيئاً بل سيُخفِي منها رائحةَ النّضالِ والياسمين..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا