هجرتني بلادي،
لم أهجرها
....
في حرب السنة العاشرة إلا أربع ضحكات،
أدوّن خسائري هنا،
مُذ كان للخبز رائحة وطن،
مُذ بدأت التجاعيد تلوح على جبين أمي،
وحتى تمام السنة الأخيرة ،
إلا أربع ضحكات
أدفن آلامي في شقوق الخذلان
* * *
باتت تُلفظ أصغر أحلامي،
حتى أنهكتني في العشرين
إلا أربع ضحكات،
بدأتُ أسجل ملف دموعٍ في حلقي الأبكم،
تبعثرتْ بعينيّ كلمة وطن !
إلى (و) ورود يابسة
(ط) طفل شريد
(ن) نيران تقتات على لحوم الضعفاء
تبعثرتُ معها كعجوز متسولة،
بملاءة مرقعة،
تعيش على فتات الأحزان،
في جيبها الضيق
تختبئ آمالا مترهلة
تعلوها آثار أقدام لطاغية مر من هنا،
تعرّت للريح تشبثا بأرضها،
فما زادها العناد إلا وحلاً
* * *
أسمع سعال التراب هنا
وهناك،
كم جرثومة استقرت بصدرك يا بلدي ؟
* * *
عبرتُ بحارا مزّقتْ أشرعتي،
بنهارٍ لعين التجأت إلى جزيرة عتيقة
تتربع بين أنقاض قلبي،
أغراني سريرها فطمعت ببعض الراحة،
....
خطفتني لحظة تفكّر عميق،
امتلأ فراشي شوكا،
باغتني حلم لايعرف الرحمة،
سنابل قمح فارغة !
أفواه جائعة مهدورة ،
آمال تضاجع العطش،
سراج أسود،
والشمس ترفض الشروق،
* * *
الطفولة كهلة،
ألم تكن أغصانها فتيةٌ،
من كسرها ؟؟
...
دموع تتبرّج بضحكات،
عتابٌ يتيم،
إنه ليس حلم،
فلا حق لنا بالأحلام !
* * *
صبغ ألمي زرقة السماء سوادا
استيقظي أيتها العدالة
اركعي على عتبة الرب،
على سبيل الكرامة،
طلبا المغفرة !
* * *
من يقوى على قدمين حافيتين،
عينين دامعتين،
ومحبرة باكية،
....
ماعاد النوم آمنا
.....
عزمت السفر إلى السماء
لم أعرف أنها
قابلة للبيع أيضا،
بتّ أخشى أن لا أحد
يدرك وجودنا على خارطة العالم،
* * *
دوي قذائف
فضلات شيطان،
صراخ عاهرات
في حرم مسجد،
* * *
لو صادفتني الكرامة،
سأشكو لها
ف حروفي لاتخشى مداهمات
أصحاب السجاد
المصبوغ بجثث أحبائنا،
حروفي هي الحرة الوحيدة،
في هذا الحيز الضيق،
لم ترث ذل القلوب
الذي يخشى اللسان ترجمته،
فينفيه من شريان إلى آخر،
* * *
إبرة الكرامة ضاعت،
ربما في بئر نفط !
خيطان الرحمة
رُفعت استغاثات للسماء ،
وجروحكَ كافرةٌ يا وطني !
فكيف أخيطها،
* * *
نزفتَ حتى متَّ
عصرَ البارحة
إلا أربع ضحكات،
* * *
مع غروب آخر شمس
ممدٌ بقبرك
إلى جانبك ماضينا،
يبكيك مستقبلنا الذي
يحتضر اليوم،
* * *
الموت أجدر بك،
أن تشهد الأساطيل الغربية
تنهش مرفأ الأمان،
وناصيتك تُباع
بتوقيعٍ لاغير،
ثم تُقام عليها الحفلات الزانية،
* * *
أبناء جوفك
ضيوف لا مرحب بهم،
هل سيرضي أمومتك
تشردنا ؟
* * *
لم تعد أجسادنا تتسع للجروح،
ولا قلوبنا للندوب،
أي ثورة ستوقظ شعبا
أَلِفَ الجوع والبرد،
والعيش بمنفى عن كرامته
* * *
لم أُقتل برصاصة،
لم يحالفني الحظ بقذيفة،
لم تستدل إليي يد الخاطفين
....
ولا عزرائيل،
....
ولكني..
كهلت سريعا،
جحظت كلماتي،
مزقتني الأحداث الخبيثة
وحنين قديم
لبرعم قتيل،
أموت عند كل خيبة،
كأني عشت لأشهد موت كل شيء ! !
* * *
سأردم على قبرك
آخر حفنة تراب آمنت بها،
وأتخلص من تبجح السادة
في الخطابات الوطنية،
ولن يثور دمي عند سماع نشيدك،
* * *
استقلال الشعب قبل الأرض،
والأمة هي القيم
الوطن لا يتمثل بحفنة تراب
تفرقها ريح موسمية،
* * *
سأبحث عن أشعار عذراء
لم تلطخ أسرّتها خيانة،
لانباح على طاولة مستديرة
لا تقاسم غنائم،
هربا عن وطن
يهب خيره للأغنياء
ويخدع فقرنا
بثلاث أو أربع أغنيات،
* * *
أقفرت الشعوب
من إيمانها،
خرجت القلوب
لصحوتها،
و هوت كل الشعارات
* * *
عصفور يغرد خلف قضبان،
سمك زينة يسبح بأكاذيب يحدها
زجاج مغبش،
كنا....
* * *
كنا....
رصاصة بندقية،
تحرق نفسها لعودة الأوطان،
..
ياخيبة رصاصة الشرف
من هدف عاهر
وهداف خائن
..
لا تنفجر أيها الرصاص
اغتُصبَ الوطن قبلك بأميال
إلا أربع ضحكات
* * *
سأمضي،
أنكر،
أهجر ،
أخون ،
أثور ،
ياوطني
وتبقى على قيد ديونك
دم،
طفولة،
شعب ،
ضحكات أربع،
وعدة طعنات !
* * *
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا