خاص - بقلم محمد الحلبي اصطحبه في رحلة استجمام ليكتبالسطر الأخير في حياته هناكهل أفعالنا السيئة هي وليدة اللحظة ، أم أنها انعكاس لأنفسنا الأمارةبالسوء ، وأين هو العقل في تلك اللحظات الحرجة التي نحتاجه فيها ؟ أم أن أفعالناقدر ومكتوب علينا ؟ ! ....رحلة اصطياف : حقيقة ًلا نعرف إن كان المدعو ( راجي ) 25 عاما قد خطط لجريمته مسبقا أم أنها كانت وليدة تلكاللحظات المجنونة عندما ذهب إلى منزل عمه وطلب منه السماح لابن عمه الحدث المدعو(زاهر) أن يرافقه إلى محافظة اللاذقية للاستجماموالتنعم بالراحة بعد عام دراسي متعب، ومكافأة له على اجتيازه مرحلة التعليمالأساسي بنجاح ، وبعد تردد بسيط وافق العم على طلب ابن أخيه ، وانطلق الاثنان إلىمحافظة اللاذقية حيث يملكأهل ( راجي ) أحد الشاليهات هناك ، وقد مر اليوم الأول على خير ما يرام حتى كانتالليلة الثانية عندما دعا ( راجي ) ابن عمه ( زاهر ) ليتابع معه فيلماً إباحياً ،وبينما كان الإثنانيتابعان الفيلم راح ( راجي ) يراود ابن عمه الحدث عن نفسه ، لكن هذا الأخير تمنععن ذلك ورفض مطلب ابن عمه بالسماح له بممارسة الفعل المنافي للحشمة معه ، مما دفعب ( راجي ) إلى ضرب ابن عمه وشتمه لإجباره بالإكراه على الاستجابة لنزواتهالحيوانية حتى تمكن منه بعد أن وجه له عدةضربات قوية جعلت من قوته تنهار كلياًليتمكن منه ذلك الذئب البشري ، وفي صبيحة اليوم التالي اعتذر ( راجي) من ابن عمه (زاهر ) عما بدر منه وطلب منه عدم إخبار أحد بالواقعة معللاً فعلته أنه كان تحتتأثير السكر الشديد ، ومن ثم اصطحبه إلىالبحر للسباحة وكأن شيئا لم يكن ، وعندما عادا إلى الشاليه كرر ( راجي ) فعلته معابن عمه الحدث مرةً أخرى مما دفع ب ( زاهر) إلى محاولة الهرب ليلاً إلى دمشق ، لكن ( راجي ) شعر به وقام بربطه وضربهواغتصابه مرةً أخرى بالعنف ، في حين راح هذا الحدث الذي لا حول له ولا قوة يهددابن عمه بإخبار والده عن كل ما جرى له عند عودتهم إلى دمشق ، وإن عقابه سوف يكونعسيراً ...هنا فقد ( راجي) صوابه وأحضر عصا راح يضرب بها ( زاهر ) على رأسه وجسده ورقبته حتى سقط هذاالأخير جثة ًهامدة من غير حراك ، قبل أنيصحو ( راجي ) على ما قام به من جرم ، ليجلس أمام جثة ابن عمه ويفكر بمخرج للمأزق الذيوجد نفسه فيه .....خطة فاشلة : أسرع ( راجي ) إلى منزل عمه في دمشق ووصل إلى هناك حواليالساعة السابعة مساءً ، وقال لعمه إنه قد ذهب إلى السوق لجلب بعض الأشياء وتركزاهراً في المنزل وحيدا يشاهد التلفاز ، وإنه عندما عاد من السوق وجد ه مقتولاً ،ووجد المنزل مقلوباً رأساً على عقب ، وأنه يرجح دخول أحد اللصوص إلى المنزل ، إذ أنبعض الأشياء قد فقدت ، وأن اللص قد فر قبل عودته من السوق ، وقد أسرعذوو ( زاهر ) إلى محافظة اللاذقية ، وتم إعلام الأمن الجنائي بالواقعة ، حيث استدعيالطبيب الشرعي الذي أفادبإصابة المغدور بسحجات و تشوهات نتيجةالضرب المبرح والتعذيب الذي تعرض له قبلوفاته ، كما أفاد تقرير الطبيب الشرعي إلىوجود شقوق وارتخاء في المعصرة الشرجية مما يدل على فعل لواطة حديث قد مورسبالمغدور ، وأشار التقرير أيضاً إلى وجود كدمات رضية كبيرة تشمل الناحية الصدغيةاليسرى والناحية القفوية مع كسر بالجمجمة مما أدى إلى حدوث نزيف دماغي أفضى إلىالوفاة ، وبناءً على هذا التقرير وجهت أصابع الاتهام إلى المدعو ( راجي ) لتنافيأقواله مع تقرير الطبيب الشرعي ، وخصوصاًمن جهة ساعة الوفاة التي أشار إليها ( راجي ) والتي حددها الطبيب الشرعي ،بالإضافة إلى مسألة الفعل المنافي للحشمة، حيث تساءلت النيابة العامة ,,كيف يمكنللص يريد أن يسرق ويهرب كما هي الحالة البديهية للصوص أن يتوقف ليمارس الفعل اللاأخلاقي مع المغدور والسرقة تتم فيوضح النهار ,,وذلك بناء على أقوال المتهم الذي كان قد قال في محضر التحقيق إنه ذهبإلى السوق قرابة الساعة الثانية عشرة ظهرا ً، وحدد موعد عودته من السوق قرابةالساعة الواحدة ظهراً،وأنه قد وصل إلى دمشق قرابة الساعة السابعة مساءً ،وهنا وجد( راجي ) نفسه متهماً بجريمة قتل ابن عمه عمدا ًوعن سبق الإصرار والترصد ....في المحكمة : حاول ( راجي ) التنصل من فعلته مجدداً بالإدعاء أنالمدعو (عهد ) هو من أقدم على قتل ابن عمه الحدث ( زاهر ) وقال في معرضاستجوابه أمام القاضي إنه تربطه علاقة غيرمشروعة مع زوجة المدعو ( عهد ) وإنه يتردد إلى منزله كثيرا ليمارس الجنس مع زوجتهمقابل مبلغ من المال يدفعه له عن كل مرة ، وإن ( عهد ) هذا يملك مفتاح الشاليهالعائد لأسرته ليأجرها لهم في الموسم السياحي ، وأضاف ( راجي ) قائلاً : إنه ليلةمقتل ابن عمه كان يسهر مع زوجة ( عهد ) عندما ذهب هذا الأخير إلى الشاليه خاصتهم ،وإنه عندما عاد إلى الشاليه وجد ابنعمه مقتولا ً، وإنه عندما سأل (عهد) لماذا قتلت ابن عمي فأجابه,, لأنه رفض أنيمارس الفعل المنافي للحشمة معي طواعية,, ، فمارسه معه عنوة ثم قتله ...لكن هيئة المحكمة ردت دفوع المتهم ، وكافة الدفوع المقدمة من جهة الدفاع ، ورأت أنأقوال المتهم المتناقضة ما هي إلامحاولة يائسة منه للهرب من العقاب والمساءلة القانونية ، فقررت المحكمة بالاتفاقما يلي :أولا : تجريم المتهم ( راجي ) بجناية قتل ابن عمه الحدث ( زاهر ) عمداًوعن سبق الإصرار والترصد ..ثانيا: الحكم عليه من حيث النتيجة بالإعدام وفقا لإحكام الفقرةالثانية من المادة 535 من قانون العقوبات العام ..ثالثا : إلزامه بدفع مبلغ مليون ليرة سورية توزع على ورثة المغدور حسبالأنصبة الشرعية المتعارف عليها ..قراراًوجاهياً قابلا للطعن بطريق النقض ، صدر وأفهم علناً ....,
التاريخ - 2015-07-25 7:08 PM المشاهدات 1065
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا