خاص - بقلم رولا نويساتي دون أي استئذان دخل (رافي) قلب (هيا) ابنة السادسة عشرة ربيعاً, بعد أنوقعت في مصيدة حبه كونه (عمل لها من البحر طحينة), وباعتبارها صغيرة السن فقداستطاع الأخير جعل الفتاة كالخاتم في إصبعه, بعد أن أعمت الغشاوة عيناها غيرمكترثة لما قد يحدث لها بين يدي إنسان ملًأت الأنانية قلبه... فـ(هيا) لم تكن سوىوسيلة للوصول لمبتغياته الدنيئة, وتحقيقاً لبعض المكاسب المادية علًه يروي بعضاًمن طمعه اللامنتهي على يد تلك المراهقة.الحب أعمىبما أن (هيا) كانت تصدق كل ما يقوله لها ذاك العشيق المزيف, فقد أخذ ينسجشباكه حولها محاولاً إيجاد خطة لإقناعها لإشباع رغبته منها, فبدأ بإسماعها كلامهالمعسول واعداً إياها بالزواج, لترسم (هيا) أحلامها الوردية التي سرعان ما تناثرتفي الهواء, وذلك عندما قام (رافي) بإيهامها بأنه بدأ بالترتيبات ليأتي ويطلب يدهامن والديها بشكل رسمي, لم تصدق (هيا) ما قاله (رافي) لها وقد كادت أن تطير منالفرح, عندما أخبرها بأن أول تلك الأمور هو استئجاره للمنزل الذي سيكون بمثابةعشهما الزوجي, والكائن في منطقة الدويلعة بريف دمشق, طالباً منها مرافقته لرؤيةمنزلهما المستقبلي ولمشاهدة ما بداخله من أثاث علّه يحتاج إلى تعديل, وباعتبار أن(هيا) تثق بـ(رافي) ثقة عمياء, فلم يخطر في بالها بأنها ستدفع أغلى ما تملك في ذاكالمشوار ثمناً لسذاجتها.غرائز ورغباتما إن دخلت (هيا) إلى المنزل المستأجر برفقة (رافي) حتى بدأ بتنفيذ ماكان قد خطط له, وذلك عندما دعاها على الفور لرؤية غرفة النوم, ليقوم بدفعها علىالسرير ومن ثم الانقضاض عليها لإشباع غرائزه ورغباته الحيوانية, وعلى الرغم منالصدمة التي تعرضت لها (هيا) إلا أنها حاولت إبعاد (رافي) عنها, وإقناعه بأن يدعهاوشأنها لكن دون جدوى, وما إن انتهى (رافي) من فعلته الدنيئة حتى بدأ يهدئ من روع(هيا) التي أخذت بالبكاء والنحيب على ما آل إليه حالها, إلا أن (رافي) سرعان مااستطاع السيطرة على مشاعرها من جديد بعد أن كفكف لها دموعها, واعداً إياها بالزواجخلال الأسابيع القليلة المقبلة, حيث عادت إلى منزلها الكائن في منطقة جرمانا بريفدمشق تحمل وعده الزائف معها وكأن شيئاً لم يكن.خطة ساذجةبعد مرور أسبوع على حادثة الاعتداء على (هيا) بدأت تذكير (رافي) بوعدهلها بالزواج, إلا أن الأخير لم يتهرب من ذاك الوعد المزيف بل طلب منها منحه بعضالوقت ليتمكن من تدبير بعض المال للإيفاء بذاك الوعد, لتمتد تلك الفترة إلى مايقارب الشهر والنصف كان خلالها (رافي) يلتقي بـ(هيا) ويكرر فعلته الدنيئة معهابرضاها على أمل الوفاء بتلك العهود المزيفة لكن دون جدوى, وما بين أكاذيب (رافي)ومماطلته بالوقت أدلت (هيا) التي كانت قد تعلقت بـ(رافي) أكثر فأكثر بحلاً أمامهيخرجهما من تلك الدوامة, حيث اقترحت عليه أن تعطيه مفتاح منزلها ليقوم بسرقة مصاغوالدتها التي تضعها في خزانتها, كونها وأسرتها ستذهب لزيارة جدتها وسيباتون ليلةالخميس والجمعة خارج المنزل, دهش (رافي) بفكرة (هيا) التي بسطت أساريره إلا أنهأخفى فرحته العارمة بتلك الخطة, وبدأ يتذرع بأنه لا يقوم بتلك الأفعال السيئة, لكنمع إصرار (هيا) عليه وإخباره بأنه المنفذ الوحيد أمامهما لحل ورطتهما, وافق (رافي)على تلك الخطة على أن يقوم بإعادة ما سيأخذه حال يتوفر معه المبلغ.وقوع الجناة في المصيدةفي اليوم التالي قامت (هيا) بإعطاء عشيقها مفتاح منزلها الذي قام بدورهعلى النسخ عليه عند أحد المحلات القريبة, حيث انتظر إلى الموعد المحدد واتجه إلىمنزل (هيا) الذي كان قد استدل عليه مسبقاً, ليقوم بسرقة مصاغ والدة (هيا) والذييقدر ثمنه بالمليون ونصف المليون ليرة سورية, من الخزانة بدلالة ابنتها البارة,ومن ثم قام بتخريب بعض الأغراض وقلب المنزل رأساً على عقب كنوع من التمويه... كانتالصدمة عندما عادت أفراد عائلة (هيا) التي لم تخطط لتلك الخطوة جيداً والتي كانت لهابمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير وشاهدوا ما لم يكن بالحسبان, على الفور قامالوالد بالاتصال بقسم الشرطة التي أتت على الفور للتحقيق بالحادثة ومسح مسرحالجريمة, حيث لم يتمكنوا بدايةً للوصول لأي خيط يوقع المجرم بشباك العدالة, إلاأنه بإعادة التحقيق مع أفراد العائلة بعد يومين من حدوث الجريمة لاحظ المحققارتباك (هيا) وتضارب في أقوالها, والذي زاد الطينة بلة هو الرقم الذي عثر فيجوالها أثناء تفتيش المكالمات الصادرة والواردة والتي كانت مع (رافي), حيث بداالارتباك على (هيا) عندما سؤلت عن صلتها به, وخاصةً بعد أن قبض عليه في إحدى محلاتالصاغة عندما كان يحاول بيع إحدى القطع التي قام بسرقتها من منزل (هيا), بعد بلاغمن صاحب محل الصياغة, حيث عرضت المسروقات على والدة (هيا) التي أكدت أن تلك القطعالذهبية تعود لها.في قبضة العدالةبعد مطابقة البصمات التي عثر عليها في منزل عائلة(هيا) مع بصمات (رافي), لم يستطيعا كلاً من (هيا) و(رافي) الإنكار, حيث انهارت(هيا) معترفة بأن (رافي) غرر بها وسلبها أعز ما تملك تحت اسم الحب, ليأتي تقريرالطبيب الشرعي ويؤكد أقوال (هيا), التي اعترفت أيضاً بإعطاء المفتاح لعشيقهاوالنسخ عليه من قبله لسرقة مصاغ والدتها للخلاص من ورطتهما, كما اعترف (رافي)بالتهم الموجهة له من التغرير بقاصر وسرقة للمصاغ الذهبي, ليحال (رافي) للقضاءلينال جزاء ما اقترفته يداه الآثمتين, بينما أحيلت (هيا) للأحداث للنظر في أمرها.
التاريخ - 2015-07-25 7:28 PM المشاهدات 880
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا