شبكة سورية الحدث


أصواتنا تصدح بقلم يارا شلغين

أصواتنا تصدح بقلم يارا شلغين

شهدتُ تداعي ما بنيناهُ دون أن يرِفَّ لي جَفْن،بينما أصواتُنا تصدحُ مُرتجفةً بين عظامي و نحن نعاند على بقاءِه،صفّقتُ لانتهاءِ مسرحيّة كُنّا بطليها بكُلِّ شجاعة وَ ارتجال..دون زيفٍ أو ابتذال،أصَرَّينا على تأدية أدوارنا بكُلِّ إخلاص حتّى آخر رَمَق.
لازلتُ أستشعرُكَ حولي،حتّى حين قابلتُكَ لمُدّةٍ قدرُها رفّةُ عَين وَ نحنُ نَمُرُّ من نفس الشّارع،كُنتَ طيفاً رحل معهُ قلبي..وَ قاسياً في مُروركَ اللحظيّ،بدا لي المكانُ فارِغاً،وَ أنا أُداري عبراتي الّتي تختنقُ بها عُيوني،لكنني وقفتُ أصفّقُ لانتهاءِنا،لذوبانِنا في شمعدانِ البُعد الذّليل..كان عندي أقوى سببٍ أدّى لحصول هذا،[أنّني أعرفُ رائحةَ الحُبّ]،أُحِسُّ بها تنبعثُ ممّن أحبّوا..كرائحة الأطفال حديثي الولادة،وَ الحلوى قبلَ أن تخرُجَ من الفرنِ بدقائِق،رائحةُ الأرضِ بعد المطَر،و غيرِها ممّا لا يستطيعُ معها المرءُ تعبيراً،كُل ٌّمنهُم يختصُّ بواحدةٍ مُختلفةٍ عن الأخرى..للحُبِّ رائحةٌ شهيّة..لم أشمّها فينا،و كان هذا سبباً وجيهاً حتّى تسقُط دعامات ما أسميناهُ حُبَّنا،لذلك بقيتُ أصفّق و نحنُ نواجهُ آخر وقتٍ قصيرٍ يجمعُنا قبل الوداع الأبديّ،
لأنّهُ لاشيء أسوء من أنّ أسمى ما جمعنا،كان فاقداً للرّائحة.

يارا شلغين.

التاريخ - 2021-09-10 3:49 PM المشاهدات 386

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: رائحة وقت قصير
الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم