خطواتٌ مُختلةُ التوازن
عائدٌ مِنْ رِحلةٍ في ثنايا الماضي
كُنتُ ابنَ ثمانٍ أو تِسعَ سنين
أذكُر من ذلكَ الوقت رائحةُ طعامِ أُمّي
و ما أتخيّلهُ في تِلكَ الأيام عن مستقبلٍ كُنتُ دوماً آمُلهُ
حياةٌ تخلو من الواجباتِ المدّرسية و من جدولِ الضّرب
حياةٌ لا يُمنَعُ فيها نزولي إلى الشارع
و اللهو مع أطفالٍ أكبرُ منيّ سِنّاً
كُنتُ أظنُّ أنَّ بلوغي العشرين يعني خلاصاً من مراراتِ حياتي
كطِفلٍ يربى في كنفِ والديه تربيةً صالحة
و يتلقى تعليمهُ في مدارسٍ تسعى لإعدادِ الإنسان
ما جالَ في خاطري أن يكونَ لديَّ همومٌ أعظمُ من تلك
يا منْ يُعيديني لتِلكَ الأيام و لتوبيخِ مُعلِّمتي
و منعِ من نزولِ الشّارِع و اللّهو في الأزقة
اليوم: اثنانِ و عِشرونَ عاماً
و ألفان و اثنا و عِشرونَ همّاً
مُطاردٌ مِن شتّى المجالات
مُقصِّرٌ في كُلِّ الواجبات
محرومٌ مِنْ أدنى الحُقوق
مَعَوقٌ بِشتّى أنواع العثرات
مُفتَقِرٌ لأبسطِ مُحفِذاتِ الحياة
و مُطالبٌ..!
اهٍ بكم أنا مُطالب
انجح
اقرأ
احفظ
اخدم وطنك
اقضي واجباتك
أسس حياتك
كيفَ تجرؤون؟
أيُطالبُ المقتول..؟
هل ليّ بِطلب
أعيدوني إلى أُميّ و إلى ذلِكَ اليوم
أعيدوا إليّ مذاقِ و رائحةِ ذَلِكَ الطّعام
أعيدوني لِأُكمِلَ جدّولَ الضّرب
أعيدوني فقط
أعيدوني لأُنهي هذه الأيام
و أُكمِلُ تِلكَ الأحلام.
عمَّار محمد مجر
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا