لفظةُ الأنفاسِ الأخيرة
قطارُ الموتِ القادمِ من أعاصير حربٍ أضاءت رهبة القلب
المتجول في ساحةِ الجملة الضائعة ما بين النفس والروح
هي جملة تحمل كل معاني الأدب والفكر والمشاعر أيضاً
حبست نفسها بين النفس المحشرجة والروح المتيقنة من موتها
لم تختار لا هذه ولا هذه فضلت البقاء في المنتصف
حائرةٌ في كل حرف وتفصيلٍ بها لم تنوي الهروب قط
كانت تظن بأن هواء اللفظ الأخير من حرفها سينقذها
عندما قرأها أحد القارئين
ارتعدت بين كل همزةٍ وتنوين بها
همزةٌ سالت الدموع من عينيها
والتنوين ضم بعضه البعض وهو بالرغم من ذلك فتحٌ على فتح
قبل أن يلفظ حرفها ذلك
سلك طريقة مباشرةً إلى دروب الجملة الثانية
وبقيت محبوسةٌ رغم جمالها
سطور الدفتر المغلق الموجودة به قد شعر باليأس لحالها
ففكر في شيء لإنقاذها
إن جميع القراء لم يكملوا تلك الجملة فهناك لغز لا محال
ركز بين عقله ونفسه
وقال: هي لا تريد شخصاً عادياً أن يقولها ولا هي جملةٌ تُقال وتذهب بها بعيداً دون تفكير
ولا مرصعة بالنسيان بل هي مزينةٌ بالبقاء لا إنسان يمكن قرأتها ولا أحد يمكن نسيانها اذا أكملها
فصمت لبرهة وأردف قائلاً: ربما هي شيءٌ من خيال الحب الموضوع بين
سطر الخريطةِ الكارثية التي تؤدي للموت و عمود الطريقِ المتواجد في قراءتها
لهذا هي تحتاج الى خلط القارئ مع أحرفها بين عقله وقلبه ولا بد من تلاعب بالنطق القارئ
فزلزل الدفتر أحرف تلك الجملة فسقطت سهواً بين مهملاته فأصبحت من المسودة
فهي جملة أصبحت متداولة بين الجميع وينسوها بكل رخاء
كانت جملةٌ قويةٌ بلفظها حافظة لعقلها ناطقة في مشاعرها
هي مسودةٌ ("أنا سأبقى معك ولك وعداً مني")
فلفظها أحدهم بعد أن أصبحت بالمسودة فضحك ضحكةً وقال: كم إنها رفيعةً وقويةً تلك الجملة لكننا دمرناها بلفظنا لها ولسنا صادقيين بها
الى اللقاء في وعدٍ كاذبٍ آخر....
ليث الملاش
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا