شبكة سورية الحدث


أحبك بقلم سلمان عسقول

أحبك بقلم سلمان عسقول

أحبُّكِ
..   أحبُّكِ
                ياسيدتي الصَّغيرة
تاريخيَّ ملطخٌ بالنّساءِ 
كيفَ أمحو هذا العارَ مني
والجرائدَ والصُّحفِ
كتبتُ ذاتُ مساءً عني
حروبي مع الأنوثةِ وكهولةِ شبابي
وشيبُ العشرينِ في قلبي
يا طفلتي ماذا أخبركِ
وقصائدي أعلنتْ فضيحتي
اسمي عُرفَ بالعاراتِ
بالحروبِ مع النُّهودِ
والغاراتُ على الشِّفاهِ
كيفَ أخلعُ ألقابي مني..
وفي خواطري بوحٌ
باسمائِهن وأثدائهن 
وياقتي المرسومةِ بأحمرِ
الشِّفاهِ !!!
عن ماذا أخبركِ ودواويني
يحكي بها البحرُ وتشهدُ على هذا بيروت..
فهل تقبلينَ توبتي بعدَ المئةِ وثلاثونَ امرأةٍ
وتابوتُ جَسدي المهشَّمِ 
بخربشاتِ اللَّواتي زاروني
كبلوني وأعتقلوا الطِّفلِ بي
النُّدوبُ على صدري
والموانئ و السُّفنُ
والموجُ والمرساةُ 
واللّيلُ..والخمرُ
شهودُ عيانٍ
عارٌ هو تاريخي مضمخٌ بالعطور النّسائيّة..
مملوءٌ بضفائرِ الشّعرِ
المبتورُ على وسادتي
هل من سبيلٍ الآن وأنتِ امرأةٌ
شرقيِّةٌ!!!
بازلتيّة الطَّباع
وأنا ذئبٌ كهلٌ مخلوعُ الأنيابِ
مستقصى من ذاتي 
مستبعدٌ منفيٌّ في بلادٍ صلدة 
في صحراءٍ
تخلو من الحياةِ
وحيدٌ لا أحدَ سوايَّ
فأرٌ هاربٌ من وجهي السَّيء
السُّمعة
هل تقبلينَ عودتي إلى ذاتي
الآنَ..عاريٌّ من كلِّ شائبةٍ
صافيٌّ كما البحيرةِ
أتيتكِ 
والقسمُ عيناكِ
فماذا بعدَ النِّقاطِ السَّوداءِ
في سُطورِ سيرتي الذَّاتيّة
لقاء
لقاءٌ معكِ يا أنثى من فصيلةِ النّرجس
أقررُ توبتي أعلنُ نفسي متصوفاً بكِ 
فأنَّني ولدتُ من جديدٍ 
لازلتُ على سريرِ الولادةِ
فاحمليني إلى دنياكِ
لا تاريخّ قبلكِ ولا تاريخٌ إلّا معكِ
لاوقتٌ لاشروقٌ لاغروبٌ
لاربيعٌ لاخريفٌ لا  شمالٌ لاجنوبٌ
لاشتاءٌ
لاصيفٌ
لاشِعرٌ
لاخواطرٌ
لاحروف تكتبْ
ولاحتّى موسيقا تُعزف
إلا على أوتاركِ أنتِ
يالقاءَ الحبِّ
هل تقبلينَ توبتي بعد هذا الماضي
المكتظِّ بالتَّشوهِ
هذا التَّاريخِ 
المُضرّجِ بالنّساءِ

ل..سلمان..عسقول

التاريخ - 2021-09-10 2:20 PM المشاهدات 598

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا