شبكة سورية الحدث


للمرة الأولى بقلم خضر المحمد

للمرة الأولى بقلم خضر المحمد

"للمرةِ الأولى أشعرُ أني لستُ مهماً بحياة أحدهم..."
هكذا عنونَ رسالتهُ، بعد أن مضى عاماً على الفراقِ، عاماً كان أشبهُ بعذابٍ للنفسِ، أشبهُ بخريفٍ بطيء يعذبُ شجرةً ما، أو كفاجعةٍ حلت عليهِ بثوب الألمِ...
في السطر الأول من رسالتهِ، أرسلَ اليها سلاماً حروفهُ مشتةٌ، ويجهلهُ المعنىْ، لا شكَ في أن خطهُ سيءٌ، حيثُ أن يداه تتراقصانْ ارتباكاً على ذاك المسرحْ الأبيض...
في السطرِ الثاني، سألها عن أحوالِها وان كانتْ بخير أم لا، وكيف قضَت عام الفراقِ، بعد أن كانَ مخططاً لأن يكونَ عاماً لتحقيقِ الأحلامْ...
في السطرِ الثالث، بدأَ يخوضُ في التحدثِ عن ما مر به، وكيفَ استطاع كبتَ الألم حتى هذه اللحظةْ، كي يشرحَ لها عن مدى معاناته..
في السطر الرابع، ذكرَ لها قائمةَ بالرحلاتِ التي كانوا سيقومُون بها سويةً، ولكِن القدر شاءَ بأن يقومَ بها لوحدهِ، مع تغييرِ الوجهاتْ، حيث كانت رحلتهُ من عدم تصديقِ ما حدثْ الى الرضوخِ للأمرِ الواقع، كانت رحلةً شاقةً مليئةً بالتشكيكِ بالواقعِ المرير...
في السطر الخامس، بدأت معركتهُ، كُلما حاول البدءَ في الكتابة، خانتهُ يداه، وعندما انتصر في معركتهِ مع يداه خذلهُ قلمهُ، فلَم يكن له خيار الا أن يستدبلهُ، لم يكن قوياً كفايةً لمعاتبتها، فرسم لها قلباً أجزائهُ متبعثرةٌ، دليلا على الأثرِ الذي تركتهُ فيهِ...
سطور كثيرةٌ كُتبتْ، اذ أنها ليستْ مجردُ سطورٍ يملؤها الحبرُ، ولكنها محاولةٌ للهروبِ من السطرِ الأخير، سطر الوداع...
لم يرِد انهاء رسالته، بعد أن شرحَ لها كم هو مُشتاق الى التحدثِ اليها رُغم كُل الألمْ ورغمُ كميةِ الكُره التي كان يُخبئها في أعماقه اتجاهها، فقد أصبحَ من أشدِ الكارهين للنهايات، بعد أن كانت نهايةُ علاقتهما، هيي النهاية الأقسى بالنسبة له.

خضر المحمد

التاريخ - 2021-09-10 3:05 PM المشاهدات 794

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا