اثنا عشر زجاجة نبيذ..
و ستة و أربعين سيجارة...
ماسورة مطبخي أسقطت سبعمئة نقطة ماء...
و أرضية غرفتي مرصوفة بثلاثة و أربعين لوحٍ من السيراميك...
فها أنا مجدداً أقضي ليلتي بطولِها..
أعدُّ ما لا يهمّني...
و عمداً أتجاهل ما كان بيننا..
أتجاهل كم قبلةً غافلنا زرعها...
و كم وعداً نسينا صونه...
كلّ هذا.. و لا زلت أدَّعي ...
على مكتبي قلادة...
كانت يوماً تلفُّ عنقك...
و في جيبي الأيسر رسالةَ عتب أعتدت حملها...
عقارب ساعة يدي تشيرُ إلى الواحدة و إحدى عشرة دقيقة...
عكس ساعة الحائط فكانت تخبرني أنها الثالثة والنصف بعد منتصف الليل...
أما عيّني.. فكانتا على بعد شوقٍ منكِ...
و عن قلبي... كنتِ تجاوريه...
أُخرِجُ الرسالةَ من جيبي أفتحها و أقرأ...
_____________________________
إلى نجمتي :
أردت إخباركِ أنك سلبتي روحي...
و تجمّع قلبي بين يديكِ.. و عصرتِه...
سرقتي مستقبلي...و أحلامي مزقتِها...
القحط أصاب عيوني...
و الجفاف إلتهم شفتاي...
هززتي كياني... و اختلستي سعادتي...
بثلاثة و ثلاثين ثانية فقط...
ففي الساعة الواحدة و إحدى عشرة دقيقة مساء اليوم كنتِ قد هجرتني...
جَمُد وقتي إلى حين آخر...
رتبت مكتبي...
ووضعت قلادتك أمام عيني...
و جلست أنتظرك..
أنْهِكَ جسدي دون روحي...ف عودي...
أحبك..
_________________________
أعيدها إلى جيبي...
أستعين بمحفظتي...
ألتقط منها صورتُك و أحتضنها...
أقبّل قلادتك..
و أبدأ بعدِّ دقائق الفرق بين الثالثة و النصف.... و الواحدة و إحدى عشرة دقيقة.
_ باسل كرباج
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
