أنتَ قُدوتي.. أنتَ وعلى الرغمِ من تصنيفكَ في فئةِ (غريبي الأطوار) كنتَ قُدوةً لي، لا وبل أكثرَ من ذلكَ.. كنتَ مثالي الأعلى ومفتاحَ السعادة، أنتَ وعلى الرغمِ من كونكَ أكثر الأشخاصِ تشاؤماً كنتَ مصدرَ التفاؤلِ الوحيد في حياتي ..
أنتَ ...
أعتذرُ يا وهمي الجميل على قطعِ حديثكَ الذي ينصُ على أنا وأنا وأنا.. وأستعيذُ الله من كلمةِ أنا، ولكن أودُ حقاً معرفةَ ما يجولُ في ذهنكِ.. أخبريني يا وهمي من أنا ؟
لمَ أنا !؟
_الوهم :بالنسبةِ لسؤالكَ (من أنا؟) فأنتَ وقبلَ أن تكون شريكاً يُقاسمني البسمة ويُنسيني أمرَ الحُزن وقبلَ سلبكَ المخاوف من داخلي وقبلَ أن تكون الطمأنينةَ والأستقرار لذاتي كنتَ قُدوتي.. أنتَ يا (غريبَ الأطوار) حسبما يقولُ من يجهلونك كنتَ قادراً على دفنِ أحزاني إلى الأبد وأنتَ تشاهدُ التلفازَ وتستمعُ إلى الراديو .. !
ردودكَ السريعة عالقة في رأسي لا يمكنني تصديقها.
بالله عليك.. كيفَ أمكنكَ تغيير مبادئي وأسلوبي وتفكيري وأنتَ تُشاهدُ التلفاز !
وكثيراً من الأشياء التي لا يمكنُ حصرها في كلمة (عظيم)
تمنيتُ كثيراً الوصولَ إلى هذه الدرجةِ من القوة، تمنيتُ كثيراً أن تشكو لي ولو لمرة واحدة عن أي شيء يُزعجك.. لكن لا شيءَ يُذكر، لا خلافات ولا هموم، لا ألم ولا حزن، لا سعادةً ولا حتى مللً وإنما فقط مشاهدةُ التلفاز والأستماعُ إلى الراديو ومُساعدة من يحتاج مساعدة.. وعندَ سؤالي لكَ عن مصدرِ هكذا قوة ترددُ لي جملتكَ المُعتادة :
(مصدرها الكنز، الكنزُ بالداخل إلى الأبد)
هذه الجملةُ التي كثيراً ما حرمت مُقلتي النومَ.. سهرتُ على محاولاتِ تحليلها ليال كثيرة، إنكَ غامض كثيراً وهذا ما أزادني شوقاً لمعرفةِ حقيقتكَ، إنكَ لقدوة حميدة ..
وأما عن سؤالك (لمَ أنا؟) فأنا أشكُ أن هذه طريقة ذكية منكَ لأستخراج الكلام المعسول مني، أخبرتني أنكَ تحبُ هذا الكلام وأن هذا الكلام يمكنُ أن يكون (مصدرَ قوة)
سأضعُ عواطفي جانباً، أنتَ الغريبُ القريب ..
فكيفَ لا تكون أنت !
_أنا وأنا وأنا.. وأستعيذُ الله من هذه الكلمة، أنا يا وهمي أحبُ التلفاز لكنني أحبُ الذهابَ إلى السينما أكثرَ منهُ،أحبُ الراديو لكنني أتمنى الحصول على مجموعة صوتية حديثة، أنا أحبُ المكتبة لكنني لا أستهوى الكتب، أنا أُحبكِ يا وهمي وأتمنى أن تكوني واقعيةً ..
ألا ترينَ أن وراءَ ذاكَ الغموضِ حقائقُ موجعة !
صدقيني لستُ أنا من قام بتغييرِ مبادئكِ وأسلوبكِ وتفكيركِ بل أنا من أبشركِ بوجودُ كنز بالداخل وما عليكِ إلا أن تجديه.. وعندما تجديه سَتُدركينَ مصدرَ قوتي سَتُدركينَ معنى جملتي المعتادة :
(مصدرها الكنز، الكنزُ بالداخلِ إلى الأبد)
وأُحبكِ.. يمكنُ لهذهِ الكلمةِ أن تكونَ مصدرَ قوة .
وأخيراً
وآخراً
القناعةُ كنز لا يفنى يا وهمي .
_عدنا إلى الواقع ..
أنثى من نسجِ الخيال
|سلمانْ داؤد|
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا