إن توازن القوى الجديد بفتقر للسمات التي كانت موجودة لدى القوى الكلاسيكية التي منحته الاستقرار، لأن الأكثر احتمالاً أن العالم ثنائي القطبية هو الأكثر استقراراً.
بالتالي، غن ديناميات نظام قوتين كبيرتين يعني أنه بوسع إحداهما التعامل مع الأخرى بفعالية أكبر، على سبيل المثال (الولايات المتحدة والصين)، (الولايات المتحدة وروسيا)، فبقدر ما يكون عدد اللاعبين قليلاً في العلاقات الدولية يكون من السهل الوصول إليهم ومراقبتهم، كذلك الحفاظ على الاتفاقيات، ما يُعطي دفعة قوية في توازن القوى على عكس الأحادية القطبية التتي أضرت بالعالم اليوم على كافة الأصعدة.
إذ أن الاهتمامات الأيديولوجية فسحت الطريق أمام سياسة خارجية محافظة حيث تم التخلي عن عولمة الليبرالية أو الشيوعية لصالح سياسة الاحتواء والحلول الوسط، ايضاً هناك فائدة غريبة يمكن الحصول عليها من عدم القدرة على الحسم العسكري من قبل أي من الطرفين سببها التهديد بالدمار المتبادل الأكيد، حيث أن نظاماً متعدد الاقطاب هو مشهد ثابت للتعديلات وإعادة تعديلات علاقات القوة. مع التأكيد على مقارنة تاريخ الحرب بين القوى الأوروبية الكبرى بتاريخ التسويات وعدم المواجهة والتعاون بين القوتين الأعظم الذي بين توازن القوى لصالح من منهم.
لقد بقي نظام ثنائي القطبية لفترة طويلة وكان من المتوقع أن يستمر لأن المصادر التي تسيطر عليها القوتان الأعظم وبساطة العلاقات بين اثنين مقارنة بثلاثة فرقاء أو أكثر، وأشكال الضغط القوية التي تولدها مثل هذه البنية استجابة لأشكال خطر متصورة لـ توازن القوى لأن كل ذلك سيؤدي إلى استقرار دينامي.
لكن في الوقت ذاته، العوائق أمام الدول الأخرى للوصول إلى مستويات قوى الاتحاد السوفيتي قبل تفككه وقوة الولايات المتحدة الأمريكية كانت ضخمة جداً لدرجة أن مستقبل العودة إللى نظام متعدد الأقطاب بات ضرب من ضروب المستحيل، وبالتالي، غن الخلاصة الجوهرية هي أن الحرب الباردة وجدت لتبقى، حتى ولو تم الإعلان عن نهايتها، لكن المؤشرات الحالية تبين عودتها إنما ليس بالشكل الذي كانت عليه، بل بدأت تتخذ أشكالاً أشد خطورة وأشد فتكاً حتى من آلة الحروب العسكرية المدمرة.
عبد العزيز بدر القطان – مستشار قانوني – الكويت.عربي اليوم الإخبارية
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا