سورية الحدث _ خاص
كتب الدكتور محمد الجبالي الاستشاري في الشؤون الاقتصادية:
تعزيز التنافسية قادر على تخفيض أسعار السلع المستوردة حتى 30 بالمئة
في ظل الغلاء الواضح لأسعار السلع الغذائية الأساسية والذي طال معظمها بات من الضروري جدا تفعيل مبدأ التنافسية بين معظم التجار والصناعيين والمستوردين... ولا يتم ذلك إلا عبر خلق جو من المنافسة بحيث يتم السماح بالاستيراد المباشر للسلع الأساسية، وخصوصاً السلع الغذائية، التي تستحوذ عليها شركات معينة وفق ما يتم ذكره عبر وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى..
ومن مبدأ التنافسية وحصول المواطن على أفضل السلع بأفضل الأسعار، فإني أرى أنه من حق أي شركة أن تستورد ما ترغبه من السلع الغذائية من خارج سوريا منعاً للاحتكار .
فالأسعار التي تباع بها السلع هي أسعار عالمية مطبقة في مختلف دول العالم، وفقاً لقيمة كل عملة، وتخضع للعرض والطلب، كما تدخل فيها تكاليف غير منظورة، بما فيها تكاليف التخزين والتوزيع... فالاسعار والتكاليف ليست سرا بل مكشوفه لدى الجميع وكل الجهات التي تشرف على التسعير تعلمها وتعلم حيثياتها وهنا أرى ضرورة أن نكون شفافين في إضافة هذه التكاليف النثرية على تكاليف المنتج للوصول إلى سعر حقيقي للسلعة بهامش ربح حقيقي وفق ما تحدده القوانين الناظمة لعمليات البيع والشراء..
فالمنافسة لا تتحقق إلا بتوافر السلع وهذه أولى خطوات انخفاض الأسعار السلع المستوردة وربما أيضا السلع المنتجة محليا إذا انطبق ذلك على استيراد المواد الأولية الداخلية في صناعة العديد من السلع.
نعلم أن بعض المستوردين لديهم حجم ملاءة مالية معينة ومن هذا المبدأ يكون المستورد الوحيد لسلعة معينة، إلا أن ذلك لا يعفي أن يتم تسهيل عملية الاستيراد للمواد المسموحة حتى للمستوردين الأقل ملاءة مالية، حيث إبقاء الحال على ما هو عليه يعني أن الان المستورد الخاص والمعتمد فقط لايزال يحتكر هذا الصنف من السلع او ذاك ويسيطر على سوق استيراد صنف معين من المواد الغذائية الأساسية ويتحكم في أسعارها.
علما انه وضمن الدراسات الخاصه الدقيقة اقتصاديا يوجد إمكانية تحقيق انخفاض في أسعار السلع التي يسيطر عليها المستوردين المعتمدين بنسبة تصل إلى 30٪ في حالة كسر الاحتكار الموجود فعلياً.
فانني أدعوا «اللجنة الاقتصادية » إلى التدخل والسماح بالاستيراد المباشر للمواد والسلع الغذائية الاساسية لمن شاء وأراد ولمن يرغب ضمن ضوابط المواصفات والمقاييس المسموح بها .. وذلك لعدم سيطرة سوق المواد الغذائية على عدد قليل من المستوردين والتحكم بالاسعار من قبلهم ..
وأدعوا ايضا السورية للتجارة القيام بعمليات استيراد لهذه المنتجات الغذائية الأساسية حتى تحصل عليها من المصدر بأسعار أفضل وتبيعها للجمهور بسعر أرخص في جميع منافذ البيع المباشر فيها .
وكما أرى ضرورة أن تقوم الحكومة بتسهيل وصول المواد الغذائية إلى البلاد من دون قيد أو شرط غير تحديدها للمواصفات والمقاييس وتشمل تلك المواد مثلا الحليب بأنواعه أغذية أطفال، الزيوت، الأرز والسكر، الطحين ، الشاي والبن وغير ذلك من السلع الغذائية الاساسية .
وأدعوا المستوردين لعدم شراء السلع التابعة للعلامات التجارية المميزة المرتفعة الثمن، والتركيز فقط على شراء المنتجات الشبيهة بمنتجات تلك العلامات مع التقيد بالمواصفات والمقاييس.
ومن جهة أخرى أدعوا ايضاً الكثير من المستهلكين إلى تنمية الوعي بضرورة كسر الاحتكار بالاستغناء عن سلع العلامات المميزة واللجوء للسلع البديلة ذات الجودة نفسها.
وقد تتوافر سلعة بديلة لاخرى مميزة بسعر مخفّض، لكن ليست لها مراكز بيع قوية لكن جودتها تماثل السلع بعلامتها المميزه بل تكون ارخص فبذلك يتم شيئا فشيئا الهبوط بالاسعار تدريجيا.. عبر تعزيز مبدأ التنافسية بين الجميع …
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا