كلّ شيء كان جميلًا و دافئًا إلى حينِ لم نعد و صديقتي نمضي ساعات و ساعات على الهاتِف الثّابت
كنتُ أعرفُ حزنها و فرحها، كنت أستطيعُ أن أرى وجهها الآن كيف يبدو و كيف هي شكلُ الابتسامة على وجهها
أصبحت أشعرُ بها من خلف شاشةٍ صغيرة إلى أن انقطعَ هذا الحديثُ أيضًا
كان كلّ شيء مسالمًا إللى حينِ توقفّنا عن إرسال الرّسائل الورقيّة، فبتنا لا نعرفُ خطّ من نحبّ
ولا كيف يكتبُ
كلّ ما يجمعنا به كلمات بخطّ افتراضيّ مقيت
كنتُ سعيدة حينَ نجتمعُ و عائلتي على برنامجٍ واحِد، في ساعة معيّنة
نلقي بأعيننا بنفس الوقت على الشيءِ نفسِه
الآن باتت أذواقنا و مواعيدنا مختلفة
فكلّ يشاهد ما يحلوْ له على شاشتهِ الخاصّة
كانتْ فراشات تحملني إلى الأعلى وقت العِيد، حينَ أقوم بالاتصالْ بكلّ قريبٍ لي و تهنئتهُ بالعيد و أسمع نغمات صوتهِ، تضحك، مليئة بالحبّ
لكنّ، لم يمضِ وقتٌ طويل حتٍى استبدلناها بالرّسائل الإلكترونية
صوتُ فيروز من الرّاديو، و معرفة أن أحدٌ ما يستمع لنفسَ الجملة التي أسمعها شعورٌ لا يقدّر عندي بثمنْ
أنا شخصٌ يمقتُ التكنولوجيا، الإنترنت، و كلّ ما له يد في قطع الصلّة التي تعتمد على رؤية و تحسسّ من تحدّث
شخصٌ أحنّ للفترات الزّمنيّة التي لم أعشها حتّى
أحبّ تعبَ الحبّ و تعب الوصول و محادثة مَن نحبّ
لا أؤمن بكلّ النقاشات و لا الجدالات و لا حتّى كلام الودّ الذي تحتضنه هذه الشاشة التي لا تتجاوز سنتيمترات قليلة
لا أؤمنْ أنّ مستطيلًا صغيرًا يقدرُ على إيصال شعورٍ حقيقيّ نابع من عضلةٍ خلقها الربّ
أنا شخصٌ أمقتُ كلّ ما نحنُ به، ولا أؤمن به البتّة
رقيّه شوباصِي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا