إليك يا صاحب الظلّ الطويل
لطالما كان الاعتذار دليل تحضُّرٍ ورُقيٍّ،
ولكن ليست كل المواقف يصلحها الاعتذار!!
فالاعتذار عندما تصيبَ قدمي بغير قصد،
لا عندما تصيب قلبي!!
وعندما تكسرُ لي مسطرة أو قلماً أُحبه،
لا عندما تكسرُ خاطري!
وعندما تخدش غلاف كتاب عزيز عليَّ أعرتُكَ إياه لا عندما تخدش لي كرامتي وقد أمّنتُكَ عليها!
يا صاحبي،هناك أخطاء لا تصلحها كلمة آسف!
فأحياناً يكون الجرح أكبر من الاعتذار،
والطعنة أعمق من المفردات،
والكسر أعقد من أن تصلحه جبائر العالم كله،فهناك أخطاء لا تُغتفر،
كأن تدوس على موضع ألمي، وأنتَ تعلمُ أن هذا سيوجعني جداً،وأن تتخطى مداكَ بالضغط عليَّ وكأن أبوح لكَ بسرٍّ كدتُ أن أخفيه عن نفسي،فأجدكَ تحاربني به،
وكأن أصحبك إلى أعمق نقطةٍ فيَّ،
فأجدكَ قد عثتَ فيَّ فساداً!
يا صاحبَ الظل الطويل قصيرتك تثق بكَ لا تحول هذه الثقة لشكٍ
بعض المواقف لا يمكن إصلاحها،
والماء لا يعود دوماً إلى مجاريه،
وإن عاد فسيبقى إلى الأبد مالحاً،
ولا أحد يرغبُ أن يشربَ ماءً مالحاًولو ماتَ من العطش!
فلا تعتذر مني،حيث تكون سكّينتك ما زالت تقطرُ من دمي! صدقني،
أن ترحل بصمتٍ فهذا أجدى لي ولكَ!
لذا لا تعتذر،وقد أحدثتَ في قلبي فجوةً لن يملأها كل كلام الغزل والحب الذي لا روح فيه!
لا تعُدْ إليَّ بعد أن كنتُ في يدكَ وأفلتني!
والسّلام إليك وألف سلام لقلبك
"قصيرتُكَ"
#نور قرنفل
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا