خاص - محمد الحلبي
فتاة الجامعة بينقصة الحمل الكاذب وتجارة المخدرات
لا زلت في فن المحبة طفلة بيني وبينك الجووجبال
أما آن لك بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهمأطفال
هي كلمات قليلة لشاعرنا الكبير نزار قباني, لكنها قد تختصر قصة (جنى)التي عاشتها قبل أن تبوح بما كتبه القدر على جبينها وكان لزاماً أن تراه عينها منمرارة هذه الدنيا..
نبتدي منين الحكاية؟
جلست وبدأت ترتب أفكارها قبل أن تقول والأسى يعتصر صوتها, كنت أخشى أنأقع في الحب, ولهذا طوال سنوات دراستي الجامعية كنت أعتبر أن أية علاقة أمر بها هيعلاقة صداقة فقط، إلى أن تعرفت على شاب من خارج الجامعة.. جذبني إليه بحلاوة كلامهووسامته وحديثه المنمق الراقي.. تقدم مني بعد أن لاحقتني نظراته لعدة أيام وقال ليإن طلبه شريف، وإنه لا يريد علاقة عابرة, وطلب مني رقم هاتف منزلنا لإرسال والدتهلطلب يدي, وقال لي إنه يعرف أني من عائلة ميسورة ويعرف بأني أسكن في إحدى المناطقالراقية بدمشق, وقال أيضاً إن كل ذلك لا يعنيه في شيء.. ومرت الأيام ونحن نتقابلمن حين لآخر وقلبي يزداد تعلقاً به حتى طلب مني أن يرسل أهله لطلبي رسمياً, وفعلاًأرسل والدته وشقيقته لكنهم قوبلوا بالرفض بحجة أن وضعهم المادي سيء نوعاً ما, ومعإصراري على عدم التخلي عن (سامر) قال لي أهلي إنه لن يستطع أن يؤمن لي ذات المستوىالمعيشي الذي أعيشه, وإنه لا يناسبني لامن جهة العمر، ولا من جهة الحالة التعليمية، ولا الوضع الاجتماعي أو المادي.. غضبتكثيراً وبكيت كثيراً لكن أهلي لم يأبهوا لذلك أبداً..
خطة شيطانية
تتابع (جنى) قولها:
وأمام رفض أهلي زاد إصراري علىالإنتصار لحبي، فاتفقت أنا و(سامر) على تزوير تقرير طبي يفيد أني حامل منه لوضعأهلي أمام الأمر الواقع.. وبعد عدّة أيام أتى (سامر) بهذا التقرير وأعطاني إياهليذهل أهلي بما رأوا.. ونلت نصيبي من الضرب والشتائم والإهانات لكني لم آبه لذلكحتى طلب أهلي مني أن أبلغ (سامر) بموافقتهم لإتمام مراسم الزفاف, وما زاد ثقتيبـ(سامر) هو موافقته السريعة على المهر الكبير الذي سجله أهلي في عقد الزواج وهومليوني ليرة سورية, وهكذا اتفقنا وتم تثبيت الزواج في المحكمة الشرعية، وكانتفرحتي لا توصف، وقد قمنا بتحديد موعد الزفاف الذي تكفل أهلي بإقامته حرصاً علىالمظاهر الاجتماعية كون (سامر) اخترتهزوجاً لي رجل عصامي وأن المادة ليست كل شيء في هذه الحياة ولن يستطيع إقامة حفلعلى المستوى الذي يريده أهلي، لكني لم أتوقع ما خبأه لي القدر في قادمات الأيام.
مفاجآت القدر
تتابع (جنى) قائلة: لا أعرف حقيقة إن كان هو انتقام القدر مني لأننيأغضبت أهلي، أم أن القدر يحبني ووقف بجانبي عندما كشف لي حقيقة (سامر) قبل أسابيعمن موعد حفلة الزفاف, إذ إنه مرت أيام ولم يتصل بي نهائياً.. وكلما اتصلت به على جوالهكان الرد أنالجهاز مغلق أو خارج التغطية, اتصلت إلى منزله فأخبرتني والدته أن (سامر) قد سافرخارج البلاد لعدة أيام وأنه سيعود عما قريب.. هذا الجواب سمعته مراراً، وفي كل يوميمر يستعر لهيب النار في قلبي بسبب اقتراب موعد الزفاف و(سامر) لا زال مختفياً دونأي اتصال منه.. وبدأت الوساوس تغزو عقلي حتى طلبت من بعض أصدقائي الشباب فيالجامعة أن يسألوا عن (سامر) في حارته التي يسكن بها، فعادوا إلي بخبر نزل عليّكالصاعقة.. قالوا إن (سامر) في السجن بتهمة تعاطي المخدرات وإن الشرطة اعتقلته منذمدة.. بصراحة لم أصدق ما سمعت واعتقدت أن أصدقائي يريدون ممازحتي قبل أن يؤكدوا ليهذا الخبر, فتوجهت مع والدي إلى فرع الأمن الجنائي وسألنا عن (سامر) فقالوا لنا إن(سامر) هذا من أصحاب السوابق الخطيرة في السرقة وتعاطي المخدرات والتحرش الجنسي,وهو حالياً في السجن بتهمة تجارة وتعاطي المخدرات.. وهنا كشفت السر لوالدي وقلت لهإنني لست حاملاً, وأن هذه التمثلية كانت فقط لإقناعهم بزواجي من (سامر)، فتوجهنا
إلى هذا الأخير في السجن وطلبنا منها الطلاق فرفض بشدة، طبعا ليس حباً أو تمسكاًبي، بل للحصول على المال وابتزازنا.. وقال لنا إنه سيعمل على إبطاء وتأخير معاملةالطلاق قدر المستطاع لإذلالي واذلال أهلي في المحاكم, فقام والدي بإعطائه مبلغ 300ألف ليرة سورية وتم إجراء المخالعة القضائية بيننا.. ولم تنتهِ قصتي هنا بل وقعالشك من أهلي علي وتم اصطحابي إلى طبيبة نسائية كشفت علي حتى هدأت النار في داخلهمقليلاً عندما قالت الطبيبة لأهلي إني عذراء..
وقبل الوداع همست (جنى) لي قائلة: هو درس من دروس الحياة لكنه قاسٍ جداً,وأتمنى أن يتعلم غيري منه من خلال قراءة هذه السطور, فالتعلم من السطور أهون وأسهلألف مرة من أن تعيش التجربة لتتعلم منها..
التاريخ - 2015-08-01 2:50 PM المشاهدات 1003
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا