طفلةٌ أنا وَ سأبقى..رغد فادي سَقير

سورية الحدث

ها أنا اليوم كبرت حقاً..
كبرت،بلغت أوج حقيقة الكثير من الأشياء..
كبرت،و علمت..
علمت أن الظلام لا يعني أشباحاً قد تقاسمني غرفتي،علمت أن القمر ليس قطعة جبنة كما كنت أخال في طفولتي،علمت أن الكلب صديق وفي،ليس وسيلة تهديد كما كانت تستخدمه مازحة لإخافتي:أمي،أو جدتي(بياكلك العو)..
اليوم لا أخافه،بل أحلم باقتناء واحد مستقبلاً..
علمت أيضاً أني حين كنت أكلم دورا في التلفاز لم تكن تسمعني،لا و لم تكن تتصرف كما كنت آمر و أشاء،علمت أن من يموت لم يذهب في نزهة،و لن يتحول إلى نجمة لامعة في السماء..
حقاً كبرت،و علمت،و تعلمت..
تعلمت أن الأصدقاء قد يخذلوا مهما بلغ حبنا لهم و قربهم منا..
أن الأبد مجرد كلمة معناها الحقيقي وقت ما-قد يكون أقصر مما نتوقع-..
كنت أعتقد أني إن بلغت الصفر من فرص الحياة،فإن ذلك حتماً نهاية فرصي،اليوم..
رياضيات الحياة علمتني النقيض تماماً،فلم يزل أمامي(١_،٢_،٣_...)،حتى ال( _لا نهاية)،و فرص الحياة لي لن تنتهي..
حقاً كبرت،و علمت،و تعلمت،لكنني ما تغيرت..
لا زلت أخشى الظلام،و البقاء به وحيدة،لا زلت حينما أرى القمر أتذكر الجبنة و أضحك..
لم أنسَ تهديدات أمي و جدتي المازحة،أصبحت أنا أستخدمها مع الأطفال الصغار و أبتسم مازحة..
حتى الآن أحب دورا،أشاهدها،و أكلمها أثناء مشاهدتي لها..
لم أنظر يوماً إلى النجوم إلا و عاودت التفكير بالموتى..
لم يتغير حبي للأصدقاء الذين خذلوا،و لن يتغير،و لن أخذلهم يوماً إن جار عليهم الزمن..
أيضاً إلى يومي هذا لا زلت عندما أحب شخصاً(صديقاً،حبيباً،أياً كان..)،أكتب[اسمي+اسمه=حب إلى(الأبد)]..
و نهاية،لا زلت أعامل فرص الحياة ذات المعاملة الطفولية الأولى،بأني أملك من أي أمر ثلاثة فرص(١،٢،٣)..هنا تنتهي فرصي،أحاول اغتنام الفرص بشدة و لا أستعين بما علمتني إياه رياضيات الحياة عن فرصها الإضافية إن لم يضطر الأمر ذلك..
حقاً كبرت،و علمت،و تعلمت،لكنني ما تغيرت..
تغيرت وجهة نظري للأشياء نعم،إلا أن مشاعري الطفولية نحوها لم تتغير..
لا زلت طفلة،سأبقى .

||رغد فادي سقير|| .