شبكة سورية الحدث


أوَتدرون..بقلم بلقيس حيدر

أوَتدرون..بقلم بلقيس حيدر

سورية الحدث

أَوَتدرونَ

أَوَتدرونَ كيف جاء إليّا ؟
عابراً سائلاً وضيفاً هنيّا
ذاتَ فجرٍ على سفوحِ جبالٍ
مرَّ بي فارسٌ وكان بهيّا
باحَ من نظرةٍ قصائدَ شعرٍ
وبلا لمسةٍ أحاطَ يديّا
بين رَمشٍ و وجنةٍ و سلافٍ
وضلوعٍ و غمرةٍ و حُميّا
و جمالٍ و عفّةٍ و حياءٍ
خُلقَ العشقُ و استحال تقيّا
هدهدَ النّورَ في ضفائرِ قلبي
لم يزلْ حسنُها يُضيءُ عَلَيّا
كان وجهي مُخبّأً بظلالٍ
ومضى تحتَ مقلتي يتفيّا
صاغ من لحظهِ كنانةَ عشقٍ
ورمتْ قبلَ رشقِها عينيّا
أسرج الحبَّ في مرابع وجدي
ومشى يتبعُ الضّفافَ شقيّا
قلتُ يا فارساً أنا شمسُ حبٍّ
كيف تقوى على عبورِ الثُّريّا ؟
قال يا زهرةَ الجبالِ تأنَّي
من ضلوعِ الجبالِ جئتُ فتيّا
وعلى ساعدي تنام شموسٌ
وبصدري الهوى غدا قُدُسيّا
مُولَعٌ ناظري بكلِّ شَغُوفٍ
سكنَ اللهُ قلبَه المهديّا
وأنا عاشقٌ لكلِّ صَبورٍ
ظلَّ حتّى الفناءِ أيُّوبيّا
وأنا مؤمنٌ بدين حبيبٍ
صار بعدَ العذابِ يعقوبيّا
أتلف الوجدُ فجرَ عينيهِ حتّى
جاءهُ النُّورُ طاهراً يوسُفيّا
قلتُ في نبرةِ العتابِ و نفسي
تكبتُ الحزنَ كي يظلَّ سنيّا
أيُّ هجرٍ يرضيكَ بعدَ وِصالٍ؟
قال هذا النّوى أَحَبُّ إليّا
من وُلوعٍ و لهفةٍ و هُيامٍ
و عناقٍ به أعودُ صبيّا
لو ترينَ الذي كتمتُ ولكنْ
صار في مُهجتي الهُيامُ خفيّا
صاغني من نعيمه بحنانٍ
وسرى نبعُ مُقلتي بُنِّيَّا
فجنى من ملامحي كأسَ شهدٍ
وطوى الثّغرَ بينها عسليّا
قال إسمي... فقلتُ مهلاً قليلاً
إسمُكَ اليومَ صار عندي *نبيّا*

كلُّ هذا جرى بروحيَ لكن
لم أقُلْ مرحباً.. ولا هو حيّا

بلقيس يوشع حيدر 

التاريخ - 2021-12-13 11:48 AM المشاهدات 2576

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا