سورية الحدث
شاردة كنت أعدّ شعرك الأبيض يا أبي..واحدة تلو الأخرى..
كيف كانت سوداء ولماذا تغير لونها؟
فذكرت الأولى عندما كنتَ تمسك يديّ لتبدأ بتعليمي أولى خطواتي..هيا بنا يا بنيتي لنلعب! هيا تحركي أيتها الكسولة!..ما أجملك يا أبي!
كنتُ نائمة..سمعتُ صوت مفاتيح!..لحظة..إنه أبي!!
قفزتُ من سريري في الخطوة الثانية ركضتُ إلى حضنك الدافئ اشتقتُ إليك حقاً!
_هيا يا أبي هيا نلعب..!
=لكنني تعبٌ الآن ياصغيرتي!
_هيا هيا أرجوك
=حسناً حسناً..لكن بشرط..من يفوز سوف يقرر لعبة الغد!
_اتفقنا!
أتى المساء..أريدُ أن أخلدَ إلى النوم تصبح على خير يا أبتي..
وهنا تبدأ الخطوة الثالثة!
=أين صغيرتي هي ليست في سريرها؟!
آه منها..نائمة كالأميرة لكنّها في فراشي!
حسناً لا بأس سأنام في مكانٍ آخر لن أزعجها!
..............
وهكذا مررت بمراحل عمري حتى هذه الثانية..أعد شعرك الأبيض يا أبي..إنّني مشاكسة!
وإنّك لأبٌ رائع!
كيف لي أن أردَّ بعضاً من جميلك يا مَلِكي؟!
الآن عرفت كلَّ المعرفة ماهو السندُ يا أبي!
هو أنت لاغير..وكيف لي أن أخافَ من أيّ مشكلة في هذه الحياة وأنتَ بجانبي مردِّداً لا تقلقي أباكِ هنا!
تربيتُ أميرةَ عرشي بفضلك يا أبي!
لم أحتجْ يوماً حضناً بوجودِ عناقٍ يدوم طويلاً كلَّ مساء منك!
أنتَ نبض لا يسمحْ لأيّ خثرةٍ بأن تتعرضَ طريق دمي!
إنتَ شرياني الأبهر بل وأقرب منه لقلبي!
نعمةٌ محالٌ أن تقدّر بثمن..محالٌ أن تتكرر أنتَ يا أبي!
جويل محمد
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا