سورية الحدث الإخبارية
كيف سـتتغير أيامنـا لو آمـنّا بروعـة اختيـار القـدر؟!
» هذا السؤال الذي تبادر إلى ذهني بعد فترة من دخولي لكلية الصيدلة خارج إرادتي لأجد نفسي محاطة بالرموز الكيميائية وحلقات البنزن التي كادت لو لا لطف الله تخنقني.
فَكرتُ مليّاً، هناكَ طريقان أمامي: إما النجاح وإما السقوط!
ولكني على أتم الاستعداد لأقضم ساعات نهاري بصحبة المعادلات الكيميائية المعقدة وألا أسقط، لكن كنتُ أُمرر أيامي على رغبة نجاحٍ معدوم الشغف.
وحين فكرت كيف يكون طعم النجاح المصحوب بالانتماء المقدس، وكيف ستتغير أيامي ونظرتي لو آمنت بروعة اختيار القدر؟!
اتخذت عهداً على نفسي أن أقدس كلية الصيدلة تقديساً يجعلني أنتمي إليها بكامل رغبتي وبملء الشغف.
ومنذ تلك اللحظة وجدت نفسي هنا، برغبة، بمتعة، بمحاولة مني أن ألتقط أيّة معلومة، وبالركض نحو أي شيء متعلق بها.
والآن، وقد مشيت أولى خطواتي في السنة الثالثة، أهرع من الكلية لأقصّ على والدَيّ المعلومات الصيدلانية التي اكتسبتها اليوم، أبادر للصيدلية التي أتدرب فيها لأرتوي بأي شيء يَعلو بي، ولا أبرح في أي حديث بين الناس أن أصحح معلوماتهم العامة بأُخرى طبية موثوقة، لأُخبر نفسي بذلك أنني الآن أنتمي بكامل رغبتي وحبي وشغفي لكلية الصيدلة.
أنا هنا لأني مؤمنةٌ بالتميز، وأنتظر بكامل الحماس انتهاء المسـير بتميز، وضعني القـدر هنا كي ألمـع لا كي أنطفئ.
مهما وضعتنا الأيام في أماكن لا نرغب بها، وكان من المستحيل الخلاص منها، لنفكر بطريقة تجعل منّا أشخاصاً مؤمنين فنغدو أقوى وننال ما نتمنى.
ولنتذكّــر: ”سُفننا نحن من نُسيّرها فَلتَهُبُّ الريحُ كَما تَشاء“.
~شهد نصر الله الرحال.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
